بعد مرور بضعة أشهر عن انطلاق السنة الدراسية يكتشف عدد من الطلبة والطالبات أنهم لم يوفقوا في اختيار الشعبة الدراسية المناسبة وأنهم يعيشون عددا من المشاكل الدراسية ومنهم من يقع في براثن الإحباط والاكتئاب وهو يرى نفسه يمشي في طريق شبه مسدود نهايته المؤكدة الفشل والرسوب خلال هذه السنة الجامعية وعندما يصل الطالب إلى هذه الحالة ويتأكد أنه عاجز عن مواصلة الدراسة بالشعبة التي اختارها هو بنفسه أو وقع توجيهه إليها رغما عنه أو يكون أحد والديه وراء اختياره لها دون رغبة منه فإنه بالتأكيد لن يكون طالبا عاديا وسوف تختفي جذوة حبه نحو الدراسة الجامعية وفي كل الحالات فإن هناك عددا من الطلبة يقررون المشي قدما في دراسة هذه الشعبة دون هدف معين ودون رغبة واضحة وهناك من يقرر إعادة التوجيه محاولا إعادة ترتيب أموره الدراسية واقتناص فرصة جديدة توصله إلى النجاح الدراسي وفئة ثالثة تنقطع عن الدراسة وتقرر تغيير الوجهة نحو التكوين المهني. فإذا أخطأ الطالب في اختيار الشعبة الدراسية المناسبة وواجه حالة نفسية سيئة كيف يمكنه تجاوزها وإعادة ترتيب حياته الدراسية والجامعية قبل فوات الأوان؟ عن هذا السؤال يجيبنا الدكتور عماد الرقيق المختص النفسي. يشير الدكتور عماد الرقيق في البداية إلى أن الطالب عموما يمكنه مواجهة بعض الصعوبات في بداية السنة الأولى من المرحلة الدراسية الجامعية سواء من خلال عدم تأقلمه بسرعة مع محيطه الجامعي أو إيجاد صعوبة في الاندماج في المحيط الاجتماعي الجديد الذي انتقل إليه بانتقاله إلى الجامعة، هذا بالإضافة إلى مشكل رئيسي وله تأثير كبير على مستقبله الدراسي مثل الاختيار غير الموفق لشعبة لا تتماشى مع مؤهلاته الفكرية والذهنية و حتى العاطفية ولا تتوافق مع رؤيته المستقبلية وانتظاراته الشخصية والنتيجة تكون إما بعزوف الطالب عن إتمام دراسته الجامعية أو بتفكيره في إعادة التوجيه وفي كلتا الحالتين تكون نفسيته ليست على ما يرام يكتنفها الإحباط والقلق والخوف من المستقبل. ولمساعدة هذه الفئة من الطلبة على الخروج من هذه الوضعية يمكن تقديم مجموعة من النصائح العلمية والمتمثلة في الآتي: التثبت والتريث والصبر حتى لا يقع الطلبة مستقبلا في هذا المشكل عليهم التثبت والتريث عند عملية اختيار الشعبة أثناء عملية التوجيه الجامعي وعدم إغفال الأخذ بعين الاعتبار المؤهلات والميولات النفسية. إذا أخطأ الطالب في اختيار الشعبة المناسبة يجب عليه أن يصبر قليلا ويحاول الاجتهاد قدر الإمكان لاستيعاب هذه الشعبة وأن يتقبلها واضعا في اعتباره أن عددا من الناس نبغوا في ميادين لم يكونوا مرتاحين بها في البداية. على الطالب أن يجتهد منذ بداية السنة الجامعية وأن يتابع جميع دروسه وأن لا يكثر من الغيابات ويحاول الاستفادة من هذه الشعبة لإثراء ثقافته العلمية في انتظار الانخراط في عملية إعادة التوجيه الجامعي. هناك فئة معينة من الطلبة ميزتهم الأساسي الكسل وعدم الاجتهاد فبمجرد مواجهة بعض الصعوبات حتى وإن كانت بسيطة يهولون الأمر ويعلنون الاستسلام ويفكرون إما في إعادة التوجيه أو الانقطاع عن الدراسة وهذا السلوك خاطئ يضر بالطالب الذي عليه أن يقتنع أنه يجب عليه أن يضحي وأن يصبر ثلاث أو أربع سنوات يخصصها للدراسة والبحث وأن يسعى للحصول على عمل بعد التخرج. على الطالب التحلي بالصبر عند اكتشافه أن الشعبة التي اختارها صعبة ولا يمكنه النجاح فيها وعليه أن يحاول إيجاد حل آخر مثل التوجه نحو مدارس التكوين المهني إذا أصبح غير راغب في مواصلة الدراسة الجامعية وعليه أن يحسن اختيار مجال التكوين حتى لا يضيع مستقبله في عدد من الاختيارات الخاطئة والاتجاه نحو التكوين المهني بالنسبة إلى هذه الفئة من الطلبة يعتبر من أفضل القرارات بالنسبة إليهم للمحافظة على مستقبلهم العلمي والدراسي والحصول على مؤهل أو شهادة تساعدهم على الحصول على عمل. لا ننسى دور العائلة والمتمثلة في الإحاطة والتوجيه والتشجيع وبث روح الحماسة في الطالب حتى يتجاوز مشاكله الدراسية بصفة عامة. وأخيرا وحتى يتجاوز الطالب المشاكل النفسية المنجرة عن سوء اختياره لإحدى الشعب عليه استشارة طبيب نفساني يساعده على تجاوز مشكله النفسي وإعادة ترتيب حياته الدراسية من جديد.