دعا «حزب الله» اللبناني فريق 14 آذار الذي يرأسه سعد الحريري الى مراجعة حساباته واغتنام فرصة أيام معدودة قبل دخول لبنان مرحلة جديدة قد يفرضها القرار الظني المرتقب صدوره قريبا عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن القيادي في «حزب الله» النائب محمد رعد قوله «إن الوقت بدأ يقصر والحسم أصبح قريبا» داعيا من وصفهم بالمتعاونين مع الظالم ضد المقاومة الى مراجعة حساباتهم قبل فوات الأوان. فرصة أخيرة وأضاف رعد أن« حزب الله» قدم حججا وبراهين حتى لاتبقى لأحد ذريعة يتذرع بها «مشيرا الى أنه توجد فرصة حالية قد تمتد من يومين الى أربعة أيام...عليهم وعلى الجميع انتهاز الفرصة». وأكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة أن لبنان سيدخل مرحلة جديدة إذا ما حان الوقت لموقف الحسم وشدد على أن «حزب الله» أعطى «الفرصة الأخيرة» على حد قوله. واعتبر خبراء في الشأن اللبناني أن رئيس الحكومة سعد الحريري بات أقرب الى بطل من أبطال روايات شكسبير في ضوء الضغوط التي يتعرض لها من أجل التبرؤ من المحكمة الدولية المكلفة بمحاكمة قتلة أبيه والأزمة التي تهدد بزعزعة استقرار لبنان. رأى مصدر ديبلوماسي في بيروت أن وضع الحريري «حساس وهامش تحركه ضيق جدا». وقالت عميدة كلية العلوم السياسية في بيروت فادية كيوان «يطلبون منه الاختيار بين الحقيقة ودم والده من جهة واستقرار البلد من جهة ثانية هو في وضع لا يحسد عليه». وأضافت كيوان« إنه محرج للغاية لأنه منذ حصول الاغتيال قام بتعبئة جمهوره والوسط السياسي والمجتمع الدولي طالبا دعم إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان واليوم يطلبون منه التخلي عنها.» واعتبرت الباحثة سحر الأطرش أن «الطلب من سعد الحريري القيام بهذا التنازل أمر غير ممكن من الناحية الأخلاقية كما لا يمكنه أن يرفض قرارا اتهاميا مسبقا قبل أن يعرف محتواه، هذا انتحار سياسي». دعم أمريكي في الأثناء أكد نائب الرئيس الأمريكي جوبايدن دعم الولاياتالمتحدة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري. وجاء في بيان أصدره البيت الأبيض أن «نائب الرئيس تحادث هاتفيا الى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لمناقشة آخر التطورات في لبنان والمنطقة وكرّر نائب الرئيس التزام الإدارة الأمريكية بسيادة واستقلال واستقرار لبنان». وأضاف البيان أنه «خلال هذه المحادثة الهاتفية أكد بايدن دعم الولاياتالمتحدة لتطوير مؤسسات صلبة وفاعلة للدولة اللبنانية.» وأكدت واشنطن مرارا مساندتها للحريري زاعمة أن ذلك يمثل حاجة ضرورية الى قطع الطريق أمام التدخلات الخارجية في الشأن اللبناني.