كشفت احصاءات أولية من مصالح المراقبة الصحية أن نسبة الاستجابة لاجراء منع التدخين في المقاهي والمطاعم بعد مرور حوالي 8 أشهر من بداية تطبيقه كانت أرفع في المناطق السياحية المعروفة بانتشار النزل والمطاعم السياحية والمقاهي وقاعات الشاي الفاخرة. ومن هذه المناطق توجد نابل والحمامات وسوسة والمهدية وقبلي وتوزر... واضافة الى ذلك، ارتفعت نسبة الاستجابة لهذا المنع في المطاعم الى أكثر من 80% بأغلب مناطق البلاد لا سيما بجندوبة وبوسالم وسليانة وتطاوين وزغوان وأريانة ومنوبة والعاصمة وبن عروس الى جانب المناطق السياحية المذكورة. عقلية... وحرفاء ذكر أحد المختصين في مجال مراقبة منع التدخين بالمقاهي والمطاعم أن هذه المؤشرات الاولية تبرز أهمية الفوارق بين مختلف فئات الحرفاء وخاصة بين حرفاء المقاهي والمطاعم في المناطق السياحية والحرفاء في المناطق العادية... ذلك أن المقاهي والمطاعم السياحية يؤمها عدد هام من السياح ومن العائلات (نساء وأطفال) ويرفض أغلبهم وجود مدخن داخل القاعة وهو ما يدفع بالمدخن الى الاحجام من تلقاء نفسه عن التدخين دون انتظار تدخل من صاحب الفضاء وهذه الملاحظة حسب المتحدث صالحة أيضا في قطاع المطاعم في أي مكان من الجمهورية حيث يرفض كثيرون أثناء تناول الطعام اشعال أحد الحرفاء سيجارة في مطعم حتى وان كان شعبيا لأن ذلك يقلق راحتهم... وهذا ما يدفع أيضا بالمدخنين الى الامتناع تلقائيا عن اشعال السجائر داخل المطعم مما يسهل مهمة صاحب الفضاء في تطبيق قرار المنع بدقة. صعوبات على العكس من ذلك يجد أصحاب المقاهي العادية وخاصة المعروفة باسم «الشعبية» وأيضا المشارب صعوبات في مراقبة منع التدخين داخل محلاتهم رغم أن أغلبهم بادر بتخصيص فضاء لغير المدخنين... ذلك أن حرفاء هذه المقاهي أغلبهم من المدخنين ونادرا ما يرتاد هذه المقاهي السياح أو العائلات أو النساء أي صنف الحرفاء الذي يرفض عادة التدخين السلبي... لكن على الرغم من ذلك يوجد جانب كبير من حرفاء هذه المقاهي ممن يرفضون التدخين السلبي ولابد من احترام ارادتهم وذلك باحترام اجراءات تخصيص فضاء لغير المدخنين وتركيز عازل بينهم وبين فضاء المدخنين... وهي المهمة التي يشترك فيها كل من صاحب المحل والحريف (المدخن) في حد ذاته الذي عليه احترام رغبة غير المدخن. 50% حسب أرقام مصالح المراقبة الصحية ارتفعت نسبة المقاهي المستجيبة لمنع التدخين الى 50% بعد أن كانت في بداية فصل الصيف لا تتجاوز 30%... ومن المنتظر أن يتواصل ارتفاع النسبة بشكل تدريجي في الفترة القادمة في ظل المجهودات التي تقوم بها مختلف الاطراف المعنية وفي ظل تزايد وعي المواطن بشكل عام وحرفاء المقاهي والمطاعم بشكل خاص بمضار التدخين المباشر والسلبي واقدام كثيرين على الاقلاع عن هذه الآفة الخطرة... ولابد في هذا المجال من مواصلة حملات التحسيس والتوعية ومن مواصلة العمل الرقابي مع مراعاة بعض حالات المقاهي أو المطاعم التي قد تجد صعوبات عملية في التطبيق وهو ما تحرص الجهات المعنية على ايجاد الحلول الملائمة له حسب حالة كل مقهى على حده وهو ما من شأنه أن يرفع من نسبة الاستجابة مع تقدم الاشهر. وتجدر الاشارة الى أن المراقبة الصحية تكثف تدريجيا من نشاطها في هذا المجال حيث علمنا أن عدد الزيارات على مدى الأشهر السبعة الماضية ارتفع الى أكثر من 40 ألف، تلتها اجراءات أخرى مثل الانذارات الكتابية (12 ألف) واقتراحات الغلق (700) التي تأتي بعد انذار صاحب المحل وامهاله مدة شهر وبالتوازي مع ذلك ارتفع عدد المقاهي المستجيبة الى حوالي 7 آلاف.