ظهرت بوادر أزمة جديدة بين تركيا وإسرائيل على خلفية توقيع تل أبيب اتفاقا مع قبرص لترسيم الحدود البحرية بينهما مما أثار غضب أنقرة التي استدعت السفير الاسرائيلي لديها احتجاجا على هذه الخطوة. وقالت مصادر إخبارية إن نائب وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو أبلغ السفير الإسرائيلي في أنقرة غابي ليفي استياء بلاده الشديد من هذه الاتفاقية. قلق تركي وأوضحت مصادر ديبلوماسية أن أنقرة أعربت عن معارضتها لهذا الاتفاق طالما لم يتم التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للنزاع المستمر في قبرص. وجاء الرد التركي بعد أن وقعت إسرائيل وقبرص رسميا نهاية الأسبوع الماضي على اتفاقية ترسيم حدود المياه الإقليمية بينهما، وترمي هذه الاتفاقية إلى تمهيد الطريق لتشجيع الشركات الأجنبية للاستثمار في أعمال التنقيب عن النفط والغاز وتطوير الحقول المكتشفة. ويمثل هذا الاتفاق أرضية ملائمة لإعلان حق إسرائيل في الاستثمار في هذه المنطقة التي تقع أيضا ضمن المياه الإقليمية الاقتصادية للبنان. كما أن الحكومة الإسرائيلية تسعى منذ فترة إلى بلورة تحالف جديد مع بعض دول البلقان، بعد انهيار التحالف الاستراتيجي مع أنقرة على خلفية الاعتداء على قافلة «أسطول الحرية» أواخر شهر ماي الماضي. وقد جدد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس تأكيده أن لا شيء تغير في المطالب التركية بشأن العدوان الاسرائيلي على «أسطول الحرية». وقال أردوغان خلال مقابلة مع وكالة الأنباء السورية «لقد كانت هناك قبل فترة قصيرة مباحثات على مستوى عال بين وزارة الخارجية التركية وإسرائيل في جنيف ولم يطرأ أي تغيير على مطالبنا». وربط أردوغان عودة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب إلى وضعها الطبيعي بتقديم إسرائيل اعتذارا لتركيا ودفع تعويضات. دعوة إلى المصالحة في الأثناء دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما تركيا إلى إعادة علاقاتها مع إسرائيل إلى ما كانت عليه في السابق. وقال أوباما في حديث لصحيفة «حرييت» التركية إن «المصالح والقيم التي تتشارك تركيا وأمريكا فيها هي أساس علاقاتنا حتى عندما نكون غير متفقين». وأضاف الرئيس الأمريكي «أخذا بعين الاعتبار التحديات التي يواجهها العالم والتي تزداد تعقيدا أعتقد أن التعاون الأمريكي التركي لم يكن يوما أهم مما هو عليه اليوم». وقال أوباما «أعتقد أن لدى تركيا الهدف نفسه أي منع إيران من التزود بالسلاح النووي». وتابع أن «تركيا وإسرائيل بلدان حليفان أساسيان للولايات المتحدة وأنا أشجع هذين البلدين على القيام بكل ما هو ممكن لتحسين علاقاتهما» حسب تعبيره.