انقرة 19 ديسمبر 2010 (وات) - استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الاسرائيلي لدى انقرة احتجاجا على توقيع اسرائيل اتفاقا مع قبرص لترسيم الحدود البحرية بين البلدين في البحر المتوسط. وقال مسؤول في الوزارة يوم الأحد أن السفير الاسرائيلي غابي ليفي استدعي إلى الوزارة يوم الخميس عشية التوقيع على هذا الاتفاق بين اسرائيل وقبرص. ويأتي هذا الاحتجاج في وقت بدأت تركيا واسرائيل اللتان كانتا حليفتين اقليميتين في السابق مفاوضات لمحاولة اعادة العلاقات بين البلدين الى طبيعتها بعد الهجوم الاسرائيلي على اسطول المساعدات الانسانية المتجهة الى غزة في 31 ماى الماضي الذي أودى بحياة تسعة أتراك. وأفادت وكالة أنباء الأناضول التركية ان نائب وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي اوغلو ابلغ السفير ليفي ان الاتفاق الذي وقعته بلاده مع قبرص سيكون له تداعيات سلبية على الجهود الجارية لوضع حد لتقسيم جزيرة قبرص الى شطرين يوناني وتركي المستمر منذ 36 عاما. وأوضح أن " مثل هذه المبادرات الاحادية الجانب التي تتجاهل ارادة الشطر القبرصي التركي ستؤثر سلبا على المفاوضات الجارية للوصول الى حل " للوضع في قبرص. وترفض تركيا الاعتراف بجمهورية قبرص كما انها البلد الوحيد الذي يعترف بالجزء الشمالي من الجزيرة المعروف بجمهورية شمال قبرص التركية. وخلال مراسم أقيمت في نيقوسيا يوم الجمعة الماضي وقع وزير الخارجية القبرصي ماركوس كيبريانو ووزير البنية التحتية الاسرائيلي عوزى لانداو اتفاقا ثنائيا لتحديد منطقة اقتصادية حصرية بين البلدين في البحر المتوسط. ووقعت قبرص حتى الآن اتفاقين مماثلين مع مصر ولبنان في مجال التنقيب عن النفط والغاز ينصان على تقاسم الحصص النفطية والغازية في المناطق الواقعة على الحدود البحرية لهذه البلدان. وبعد ثلاث سنوات على البدء باعمال التنقيب اعلنت قبرص انها ستطلق نداء جديدا لعمليات بحث اخرى في المناطق ال 11 قبالة شواطئها الجنوبية. وتلقى هذه العملية معارضة تركيا وقد انتقدت جمهورية قبرص في وقت سابق امام الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي ما اسمته بمضايقة تركيا للسفن التي تجرى اعمال تنقيب في منطقتها الاقتصادية الحصرية. يشار الى ان قبرص مقسمة منذ عام 1974 بعد ان اجتاحت تركيا شمال الجزيرة في اعقاب انقلاب قام به قوميون قبارصة يونانيون بهدف ضم الجزيرة الى اليونان.