انطلقت مساء أمس، العروض الخاصة بمسابقة الأغاني في الدورة الأولى لأيام قرطاج الموسيقية التي يديرها الأستاذ كمال الفرجاني. وقد شهدت العروض مشاركة 7 فنانين وهم على التوالي، الفنانة التونسية الشابة «سمية الحثروبي» بأغنيتها «خليك معايا» التي كتب كلماتها الشاعر حمادي الدريدي ولحنها الملحن ياسين بن سعيد. الأغنية الثانية جاءت بعنوان «اللّه عليه» للفنان المغربي محمد العنبري كتب كلماتها الشاعر محمد توفيق عمور ولحنها شكيب العاصمي. أما الأغنية الثالثة والتي تفاعل معها الجمهور الحاضر كثيرا فهي بعنوان «التصويرة»، هذه الأغنية كتب كلماتها الشاعر المولدي حسين ولحنها الطاهر القيزاني وأدّاها المطرب الشاب محمد دحلاب الذي فسح المجال في ما بعد لزميلته درة البشير لتقدم أغنيتها «على صوتك يا حبّ» وهي من كلمات حسن شلبي وألحان محمد إدريس. أما الأغنية الموالية فجاءت بعنوان «بختي يامّة»، أدّتها الفنانة التونسية نوال بن صالح وهي من كلمات حاتم القيزاني وألحان هاني دمق. نوال بن صالح فسحت المجال في ما بعد للفنان غازي العيادي ليقدم أغنيته الجديدة (أداء ولحنا) وهي من كلمات مهدي الحبيبي وعنوانها «أوزن ما تحكي». ومسك الختام كان مع أغنية «غلطان» للمطربة الليبية إيمان محمد والتي كتب كلماتها الشاعر معاوية الصويعي ولحنها الملحن خليفة الزليطني. «غلطان» الأغنية اللّيبية «غلطان» كانت مفاجأة السهرة خاصة على مستوى اللحن والأداء، فالملحن خليفة الزليطني، أبدع في تلحين هذه الأغنية ونوّع في مقاماتها والمطربة الشابة إيمان محمد أدت هذه المقامات كأحسن ما يكون دون أخطاء تذكر، وبراحة كبيرة. كما أن الكلمات على بساطتها جيّدة وفيها قصة غدر، يطلب صاحبها السماح فتجيبه المظلومة بجروحها. هذه الأغنية نالت إعجاب الحاضرين بالمسرح البلدي بالعاصمة ليلة أمس الأول، فصفّقوا بلا هوادة معلنين نجاح «غلطان» ومعتبرين كونها كانت مفاجأة السهرة. «تصويرة» رائعة الجمهور كذلك صفق بحرارة لأغنية «التصويرة» للمطرب التونسي الشاب محمد دحلاب. «تصويرة» دحلاب كانت مميزة على مستوى كلماتها، حتى أن بعض الحضور في الكواليس اعتبر كلماتها الأفضل في سهرة أمس الأول ويقول مطلع هذه الأغنية: «تصويرة قديمة في كتابي كنت نخبيها تفرّحني ديمة كي نشوف أصحابي اللّي فيها تصويرة قسمي وعليها تاريخ العام وحرفين من اسمي نتفكر بيهم ليام». لكن الأغنية لا تكون جميلة إلاّ إذا امتزج اللحن، بالكلمة وبالأداء المميز، وهو ما كان متوفرا في أغنية «التصويرة» فأداء محمد دحلاب كان جيّدا وألحان الطاهر القيزاني أعطت نكهة خاصة لكلمات الشاعر المولدي حسين. حكمة غازي وباعتباره الأكثر شهرة مقارنة ببقية المتسابقين فإن الجميع كان بانتظار أغنية الفنان غازي العيادي الذي كان بمثابة الحكيم على الركح. لأن كلمات أغنيته لا تخلو من الحكمة المقتبسة من الأمثلة الشعبية التونسية وقد جاء مطلع هذه الأغنية كالآتي: «يا بنادم لوفيك احساس بلسانك أوزن ما تحكي اكسب المحبّة مالناس لا توجع حدّ ولا تشكي». ويبدو أن الفنان غازي العيادي بعد تجربته الهامة في الساحة الفنية سواء على مستوى الأداء أو على مستوى التلحين عاد ليشارك في مهرجان الموسيقى في نسخته الجديدة ويقول إنه فنان صاحب خبرة طويلة والحكمة طبعا هي النتيجة الحتمية للخبرة. وتجدر الاشارة الى أن أداء بقية المشاركين كان في المستوى المأمول، فالفنانة نوال بن صالح حضورها الركحي كان مميّزا وكلمات أغنيتها «بختي يامّة» لا يختلف عاقلان في جماليتها والفنانة درة البشير بدورها أقنعت رغم «الترّاك» الذي كان واضحا على محياها في بداية أدائها لأغنيتها «على صوتك يا حب» والفنان المغربي محمد العنبري تميز بصوته القوي وأدائه السليم. وسمية الحثروبي أقنعت الحضور بأدائها في بداية السهرة حتى البعض تحدث عن صعوبة المهمة أمام لجنة التحكيم.