قضت الدائرة الجنائية باستئناف تونس ونهائيا باقرار الحكم الابتدائي القاضي بسجن شاب في عقده الثالث مدى الحياة وذلك إثر ارتكابه لجريمة قتل نفس بشرية عمدا مع سابقية القصد وسرقة أجير لمؤجره وهي الجريمة التي ذهب ضحيتها الحارس عبد العزيز وهو أب أسرة بجهة فوشانة غرب العاصمة. وحسب ما أسفرت عنه التحقيقات في ملف القضية أنه يوم الموافق ل15 سبتمبر من سنة 2008 توجه المتهم رفقة زميلين له في العمل داخل حضيرة البناء على متن شاحنة لنقل كمية من الصناديق المخصصة لبضاعة «الفيانس» وذلك للتفريط فيها بالبيع بمبلغ 10 دنانير للصندوق الواحد، ومن ثم لنقلها إلى محل مخصص لبيع مواد البناء بنفس المنطقة بفوشانة، وبعد أن اتفق الثالوث على العملية عاد المتهم الأصلي إلى الحضيرة لشحن كميات إضافية إلا أنه وجد الحارس الذي أعلمه بتفطنه لعملية السرقة وهدده باعلام المؤجر بالعملية، لكن المظنون فيه دخل معه في نقاش حاد حينها حاول القتيل الدفاع عن نفسه بأن أصابه بمطرقة فافتكها منه وأصابه بها على مستوى رأسه ودفعه أرضا ومن ثم التقط فأسا كانت موجودة بالمكان وهوى بها على مستوى الرأس وبعد أن تيقن من وفاة الحارس عاد إلى منزل والديه. وفاة على عين المكان وباكتشاف الجثة وعرضها على الفحص الطبي الشرعي تبين وأن الوفاة كانت ناجمة عن كسر بالجمجمة بآلة حادة وثقيلة، وقد تم إثر ذلك إيقاف الجاني وحجز الملابس الملطخة بالدماء وأداة الجريمة الفأس والمطرقة. اعتراف وصرّح المظنون فيه وهو شاب من مواليد 79 من متساكني الجهة أنه التحق للعمل بحضيرة بناء إلا أنه ونظرا لتواضع الأجرة التي يتقاضاها فقد قرر الاستيلاء على بعض المواد الموجودة بالحضيرة ويوم الواقعة تواجد بمقر عمله قصد تنفيذ خطته واتصل بصديق له يمتلك شاحنة حيث شحن مجموعة من الصناديق وقام بمعيته لنقلها إلى محل لبيع مواد البناء حيث باعها للعامل بمبلغ 10 دنانير للصندوق الواحد. وفي اليوم الموالي عاد للحضيرة من جديد إلا أنه وجد الحارس الذي أعلمه بكونه تفطن لعملية السرقة وهدده باعلام مؤجره حيث انتهت المشادة الكلامية بهلاك الحارس. قتله قبل الافطار وأكد المتهم في تصريحاته أنه اعتدى على الحارس قبل موعد الافطار بواسطة المطرقة فسقط هذا الأخير أرضا إلا أنه لم يتثبت إن كان فارق الحياة أم لا مؤكدا أن عملية القتل تمت في نفس يوم السرقة وطالب محامي المتهم اعتبار أفعال منوبها من قبيل الفصل والنزول بالعقاب إلى الأدنى المسموح به قانونيا اعتبارا لصغر سنه ونقاوة سوابقه. السجن مدى الحياة وكانت محكمة البداية قضت بسجن المتهم بقية العمر من أجل قتل نفس بشرية عمدا مع سابقية القصد وسجنه مدة 5 أعوام من أجل سرقة خادم لمخدومه وقضت بسجن سائق الشاحنة وعامل المحل غيابيا مدة 5 أعوام من أجل المشاركة في ذلك. وباستئناف المتهم للحكم الصادر ضدّه قضت هيئة المحكمة المنتصبة حضوريا بقبول الاستئناف شكلا وفي الأصل باقرار الحكم الابتدائي مع تحميل المحكوم عليه المصاريف القانونية.