نظمت مدينة العلوم بتونس مساء الأربعاء لقاء علميا في إطار تظاهرة «كتاب وباحث» إلتقى فيه زوار المدينة مع السيد عبد الحميد كارم المهندس العام في الغابات والخبير في تهيئة الفضاءات المحمية والمناطق البرية ومؤلف كتاب الثروة الحيوانية البرية للبلاد التونسية : السياحة الخضراء، الصيد وتنمية المجتمع. وقد أفاد السيد عبد الحميد كارم أن الثروة الحيوانية البرية لها دور فاعل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية فضلا عن خصوصيتها البيئية غير أنها تواجه بعض التحديات والمصاعب فبعض الحيوانات في تونس انقرضت «مثل أبو حراب، المها، النعامة وغيرها والبعض الآخر مهددة بالانقراض مثل الغزلان والبقر الوحشي كما توجد نوعية أخرى كالحجل والأرانب وبعض الطيور وجب استغلالها بطريقة مستدامة وعن المردودية الاقتصادية والاجتماعية للثروة الحيوانية يكشف الكاتب بأن عملية الصيد خلقت نوعا من الحركية الاقتصادية وساهمت في خلق مواطن شغل وتنشيط القطاع السياحي فخلال موسم الشتاء تستقبل تونس ما بين 2000 و2500 سائح سنويا لتنشط الحركة داخل النزل ووكالات الأسفار وقطاع الخدمات بصفة عامة، وعملية صيد الخنازير تساهم على مدى حوالي 3 أشهر في تشغيل حوالي ألف «نشاش» بمقابل أجرة 20 دينارا يوميا لكل عامل إضافة إلى بعض العائدات المالية الأخرى. بينما تساعد عملية صيد الترد والزرزور وهي من الطيور المهاجرة على توفير مورد رزق لقرابة 300 نشّاش على مدى فترة زمنية تقدر ب4 أشهر بأجرة 20 دينارا يوميا. ومن الحيوانات البرية التي تخلق مواطن شغل الحلزون إذ يساهم في خلق مورد رزق لحوالي 50 ألف عائلة على طول مدة زمنية تقدر بحوالي 6 أشهر بمقابل أجرة 8 دنانير يوميا. وتنشط الثروة الحيوانية الحركة السياحية داخل البلاد فمهرجان «الساف» وهي نوعية من الطيور يستقطب سنويا قرابة 50 ألف زائر كما أن الحدائق الوطنية والمحميات الطبيعية تستقطب سنويا 100 ألف زائر منهم 10٪ من السائحين الأجانب لتنشط الدورة الإقتصادية والاجتماعية والبيئية. ونظرا لأدوارها الاقتصادية والاجتماعية يدعو الكاتب إلى ضرورة المحافظة على الثروة الحيوانية البرية من المضار التي تتربص بها مثل الحرائق والصيد العشوائي وغيرها. وللإشارة تحرص الجهات المسؤولة على المحافظة على مخزون الثروة الحيوانية البرية وحمايتها من مظاهر الصيد العشوائي وتنظيم مواسم الصيد البري العادية منها والسياحية وتشريك جمعيات الصيادين في إحكام تنظيمها حتى لا تتحول إلى أنشطة تجارية تستنزف الثروة الحيوانية البرية.