دخل العراق موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية لفشله في تشكيل حكومة لأطول فترة تستغرقها أي عملية سياسية في تاريخ العالم الحديث. ولم يسبق أن شهد العراق أزمة سياسية مثلما جرى بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية أواخر مارس الماضي، وأظهرت نتائجها تقاربا بين الفائزين. فقد حصلت (القائمة العراقية) بزعامة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي على 91 مقعدا وحصلت (دولة القانون) بزعامة رئيس الوزراء المكلف نوري المالكي على 89 مقعدا. وذهب 70 مقعدا للائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم و57 مقعدا للتحالف الكردستاني. وتسبّبت النتائج في أزمة سياسية خانقة، زاد من وطأتها إعلان المحكمة الاتحادية العراقية العليا اعتبار الكتلة الأكبر، التي يمنحها الدستور العراقي الحق في تشكيل الحكومة، هي الكتلة التي تتشكل داخل البرلمان وليست تلك الفائزة بالانتخابات. وهو ما يعني أن علاوي ليس من حقه تشكيل الحكومة بعدما نجح المالكي في استمالة قائمة الائتلاف الوطني العراقي ومن ثم تشكيل كتلة تضم 159 عضوا.