يودّع اليمن عام 2010 وهو مثقل بالجراحات وبالملفات التي تزداد تعقيدا... فرغم نجاحه في استضافة كأس «خليجي 20» لكرة القدم في عدن وأبين دون حوادث أمنية تذكر تتالت الأحداث العاصفة باليمن خلال هذا العام بدءا بالتمرد الحوثي في الشمال، والذي تم احتواؤه جزئيا، وصولا إلى الحراك الجنوبي الذي يحاول ترتيب بيته الداخلي والذي بدا أكثر شراسة في المطالبة بالانفصال، مما ضاعف من التحديات التي تواجهها الحكومة اليمنية رغم وعود «أصدقاء اليمن» بمساعدتها. ومنذ مطلع 2010 تداعى المجتمع الدولي وعقد مؤتمرا في لندن حيث تشكلت مجموعة «أصدقاء اليمن» لتسريع تقديم المساعدات، لكن الدول المانحة لم تقدم فعليا سوى 15٪ من 5 مليار دولار تعهدت بتقديمها لليمن خلال مؤتمر المانحين الذي جرى عام 2006. مخاوف دولية وفي نهاية أكتوبر الماضي تعززت المخاوف الدولية من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتحصّن في اليمن بعد رصد طردين مفخخين في دبي وبريطانيا كانا موجهين إلى مراكز عبادة يهودية في شيكاغو. ويعتقد أن الولاياتالمتحدة شنت هجمات صاروخية على اليمن مرتين على الأقل خلال 2010 ضمن حربها على تنظيم «القاعدة»، وتنفي صنعاء ذلك رسميا. وشنّ تنظيم «القاعدة» عشرات الهجمات خلال 2010 داخل اليمن أبرزها هجوم استهدف موكب السفير البريطاني في أفريل الماضي بصنعاء فضلا عن هجمات دامية على مواقع للقوات اليمنية في عدن وأبين (جنوب) أسفرت عن مقتل العشرات. أمّا التطور الأكثر دلالة فكان المعارك القوية التي شهدتها مدينة لودر في أوت الماضي وقتل خلالها نحو 33 شخصا من الجانبين وجدت القوات اليمنية خلالها في حرب مفتوحة مع مقاتلي «القاعدة». وفي شمال اليمن حيث دار منذ 2004 تمرد شيعي بزعامة الحوثيين تسود منذ فيفري الماضي هدنة هشة إلا أن العشرات قتلوا بعد إعلان وقف إطلاق النار في معارك بين الحوثيين والقبائل الموالية للحكومة. صداع في الجنوب وفي الجنوب كرس ما يسمى «الحراك الجنوبي» خلال 2010 تحوله من حركة احتجاجية مع مطالب معيشية واجتماعية إلى حركة تطالب علنا بالانفصال والعودة إلى جنوب اليمن الذي كان مستقلا حتى عام 1994 الذي شهد وحدة شطري البلاد. وأكدت قيادات «الحراك» في ختام سلسلة من المشاورات لتنظيم البيت الداخلي مطلب «فك الارتباط» مع شمال اليمن. وقالت إن الخيار السلمي الذي يعتمده الحراك ليس الوحيد، وإن يبقى الخيار الأمثل. ... عام مضى بخلافاته وأزماته، وعام سيأتي بتحدياته الجسيمة، فهل يتعافى اليمن من الشدائد والمحن.