قالت وسائل اعلام رسمية في اليمن يوم الثلاثاء ان الرئيس علي عبد الله صالح عرض اجراء محادثات مع الانفصاليين الجنوبيين والاستماع لمطالبهم. واتحد شمال اليمن وجنوبه عام 1990 لكن كثيرين في جنوب البلاد الذي به معظم المنشات النفطية يشكون من هيمنة الشماليين على الموارد كما يشكون من التمييز ضدهم. وتنامت اعمال العنف في الجنوب خلال الاسابيع القليلة الماضية. وقال صالح في خطاب القاه في الاكاديمية العسكرية العليا "ندعوهم ان يعودوا الى الرشد والصواب وأن يحكموا العقل والمنطق وأن لا يحاوروا انفسهم بل يحاوروا مختلف أطياف العمل السياسي فالتخريب سهل ومعول التدمير والخراب سهل جدا لكن البناء طوبة طوبة هو الصعب." وأضاف "القوى التي تدعى ما يسمى بالحراك وقوى سياسية.. عليهم ان يأتوا اذا كان لديهم مطالب لطرحها عبر القنوات السياسية مجلس النواب ومجلس الشورى والمجالس المحلية والمؤتمرات المحلية ومجالس السلطة المحلية ونقول لهم تعالوا حاوروا اخوانكم في السلطة وسنتحاور معكم فنحن نمد يد الحوار بعيدا عن اللجوء للعنف وقطع الطرق وقتل النفس المحرمة ورفع العلم الشطري. "أنا متأكد ان الاعلام الشطرية ستحترق في الايام والاسابيع القادمة فلدينا علم واحد استفتينا عليه بارادتنا الحرة واي مطالب سياسية سنرحب بها وتعالوا للحوار." وجاءت دعوة صالح للحوار بعد اشتباكات متكررة بين القوات الحكومية والانفصاليين في الجنوب خلفت قتلى وجرحى في الجانبين خلال الاسابيع الماضية مع تنامي الاحتجاجات واعتقال السلطات لعشرات النشطين الجنوبيين. ويقول دبلوماسيون ان الجهود السابقة للحوار لم يعقبها تحركات ملموسة للتعامل مع شكاوى الجنوبيين من تجاهل صنعاء للمنطقة ومعاملة سكانها بطريقة غير عادلة بما في ذلك النزاعات على الملكية والوظائف والحق في معاشات التقاعد. ويشكو بعض الجنوبيين ايضا من ان علاقات صالح بجارته الكبرى السعودية وهي أكبر مانح لليمن تجعل الرئيس يتغاضى عن تعديات من جانب السنة الذين يتبعون المذهب الوهابي بالمملكة. وبالاضافة الى قتال تنظيم القاعدة والتوترات الانفصالية في الجنوب يحاول اليمن أيضا القضاء على تمرد للحوثيين الشيعة في الشمال في صراع انزلقت فيه السعودية. وأصبح اليمن مثار قلق أمني كبير بالنسبة للغرب بعد أن أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب متجهة للولايات المتحدة في ديسمبر كانون الاول. وأعلنت الحكومة اليمنية الشهر الماضي هدنة في الصراع المستمر منذ فترة طويلة مع المتمردين الحوثيين في الشمال. وجاءت الهدنة عقب ضغوط دولية على اليمن للتركيز على خطر عالمي اكبر هو القاعدة. وبعد الهدنة تراجع العنف في الشمال وتصاعد في الجنوب. ويقول محللون ان صنعاء تستخدم أيضا معركتها ضد القاعدة للتركيز على معارضين اخرين في الداخل. وقال صالح ان اليمن سيشكل لجانا تتفاوض مع الانفصاليين. لكن الطبيعة المتشرذمة للحركة الجنوبية وافتقارها لقيادة موحدة ستجعل من الصعب اجراء محادثات جادة. وتخشى الدول الغربية والسعودية من ان تستغل القاعدة حالة عدم الاستقرار في اليمن حيث يعيش 42 في المئة من السكان في فقر لتجنيد وتدريب المتشددين لشن هجمات في المنطقة وما وراءها. Tue Mar 9, 2010 10:14am GMT