أختتمت أمس بمدينة الحمامات أشغال الدورة العاشرة للمجلس الوزاري المغاربي للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي بحضور الاستاذ الدكتور البشير التكاري وزير التعليم العالي والبحث العلمي والدكتور عبد الكبير محمد الفاخري، أمين اللجنة الشعبية العامة للتعليم والبحث العلمي (من ليبيا) والدكتور رشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي (بالجزائر) والسيد أحمد أخشيشن، وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الاطر والبحث العلمي بالمملكة المغربية والسيد الحبيب بن يحيى الأمين العام لاتحاد المغرب العربي والسيد الشيخ العافية ولد محمد خونا، سفير الجمهورية الاسلامية الموريتانية. وأفاد السيد البشير التكاري ان اجتماع المجلس الوزاري هو في المقام الأول فرصة ملائمة لتقييم مدى تجسيد التوصيات والقرارات التي جرى اقرارها في الدورة التاسعة للمجلس التي التأمت بليبيا الشقيقة... ونسجل في السياق بارتياح ما تم انجازه من أنشطة وما تم تنظيمه من فعاليات في مجال التربية من خلال اجتماعات اللجان الفنية المكلفة بالتقريب بين برامج التعليم الأساسي في البلدان المغاربية وذكر أنه في مجال التعليم العالي والبحث العلمي «ننوه بما تم التوصل اليه في مسألة معادلة الدرجات العلمية والشهائد الأكاديمية التي تمنحها الجامعات المغاربية وبالخطوات التي تم احرازها في مجال توأمة وتشبيك عدد من مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث. مؤكدا على أن الجامعة المغاربية التي نتوق اليها ينبغي أن تهدف الى التوعية وضمان الجودة في التعليم العالي من خلال العمل على اقامة نظام متكامل لادارة الجودة بما يمكن في المدى المنظور من وضع آلية مغاربية لترتيب الجامعات كأداة لحفزها على تعميم الممارسات الحسنة وتحسين نوعية عروض التكوين ورفع الكفاءة المعرفية والمهارية للخريجين. من جانبه أكد السيد الحبيب بن يحيى الأمين العام لاتحاد المغرب العربي. أن هذا الاجتماع ينعقد في وقت شهد فيه العمل المغاربي المشترك في ميادين التربية والتعليم العالي والبحث العلمي حراكا غير مسبوق... ففي مجال التربية عكفت اللجان الفنية الخمس المكلفة بالتقريب بين مناهج التعليم الأساسي في اجتماعاتها المنعقدة بين شهري 7 و12 سنة 2010 على تبادل المعلومات والوثائق والاطلاع على التجارب الوطنية وتلمس القواسم المشتركة بين المناهج التعليمية ووضع خطط عملية لانجاز نواة منهاج مغاربي مرجعي للتعليم الأساسي في المستقبل المنظور. ويضيف: «من المناسب لمواجهة التكاليف المتزايدة لطباعة الكتب المدرسية دعوة مسؤولي المؤسسات الوطنية المعنية بانتاج الكتاب المدرسي الى دراسة امكانية الانتاج المشترك لهذا الكتاب لما لذلك من أثر ايجابي في خفض التكاليف وزيادة الجودة كما قد يكون من المناسب توأمة المعاهد التربوية الوطنية ودعوة القائمين عليها الى الاجتماع لوضع اطار قانوني لهذه التوأمة. ولاذكاء جذوة الانتماء المغاربي لدى الطلاب وتمكينهم من مواصلة دراستهم في الفضاء الجامعي المغاربي أوصت اللجنة الفنية المكلفة بمعادلة الشهائد في مرحلة أولى على معادلة جميع الشهائد التي تصدر عن المؤسسات الجامعية في الدول المغاربية باستثناء الشهائد المتعلقة بالعلوم الهندسية والعلوم الطبية التي طلبت اللجنة منحها مزيدا من الوقت لدراستها. تحديات وكشف السيد أحمد أخشيشن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي بالمملكة المغربية ان التحدي الذي يواجه العالم اليوم يتمثل في انتاج المعرفة وتمثلها بالشكل المطلوب وليس هناك من شك في أن انتاج المعرفة وتوزيعها بكيفية جيدة ومتكافئة يتطلب اعادة النظر في المنظومات التربوية على المستوى المدرسي عموما وعلى المستوى الجامعي بصفة خاصة باعتبار أن الجامعة هي مفتاح التقدم الاقتصادي والرقي التكنولوجي في حين أشار معظم المشاركين في أشغال المجلس الوزاري الى أهمية كسب رهان الجودة وتطوير المناهج وفق متطلبات العصر وبذل مزيد من الجهد لوضع برامج عملية فاعلة من شأنها خلق اصلاح للمنظومة التعليمية بما يؤدي الى ايجاد حلول ضرورية لكافة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية. وتجدر الاشارة الى أن المجلس الوزاري المغاربي للتربية والتعليم العالي والبحث العلمي أنشئ سنة 1990 بقرار من اللجنة الوزارية المغاربية المتخصصة المكلفة بالموارد البشرية التابعة لاتحاد المغرب العربي لمساعدتها على انجاز المهام المنوطة بها في مجالات التربية والتعليم العالي والبحث العلمي.