تعهّد مندوبو حماية الطفولة خلال السنة الماضية بحوالي 5 الاف طفل في وضعية تهديد يتعلق أغلبها بحالات إهمال وعجز الأبوين عن التربية ورعاية أبنائهم. وقام مندوبو الطفولة بتحرير أكثر من 670 مطلب وساطة خلال نفس السنة إلى إعادة إدماج هؤلاء الأطفال المهددين في الحياة العامة مع تمكينهم من حقهم في التعليم والحياة الآمنة داخل مجتمعهم وأسرهم. وتمكنوا حسب المعطيات الإحصائية من إبرام عقود صلح ل92٪ من الحالات سالفة الذكر مع الحرص على العمل الوقائي الموجه للأطفال والأسر بصفة متواصلة. وتجدر الإشارة إلى أن الأطفال هم الفئة الأكثر هشاشة في المجتمع باعتبار عدم بلوغهم مرحلة النضج التي تحول دونهم ودون الانزلاقات وتجعلهم قادرين على تمييز الصالح من الطالح. جنوح الجنوح هو حالة قصوى من حالات خروج الطفل عن القواعد والنواميس الاجتماعية ونزوع كلّي نحو الفساد والانحراف. ويتعاطى القضاء مع الأطفال الجانحين في إطار تكريس الجانب التربوي والإصلاحي للعقوبة عوضا عن الجانب الزجري وعدم تجريم بعض الأفعال والتجنيح والوساطة ومراجعة التدابير ورخص الخروج من مؤسسات الإصلاح في بعض الأفعال. وبلغ عدد الأطفال الجانحين المحالين على القضاء 11 ألفا و136 طفلا خلال السنة القضائية 20092010 تتوزع على 10 آلاف و736 جنحة و400 جناية مع تسجيل 14 حالة إضافية مقارنة مع 2009. وتمكّن القضاء من الفصل في حوالي 96٪ من مجموع الملفات وتحديدا 10 آلاف و734 جنحة و387 جناية. ونظرا للحاجة للمتابعة النفسية والاجتماعية لهذه الفئة تتولى مؤسسات الإصلاح التربوي تأمين الرعاية الاجتماعية والصحية والتربوية لهذا الصنف من الأطفال. وتتعهد أقسام النهوض الاجتماعي ومراكز الدفاع بالأطفال الجانحين المسرحين وتمت سنة 2010 الإحاطة ب658 طفلا من خلال توفير الرعاية الاجتماعية ل234 طفلا والإعادة إلى مقاعد الدراسة 49 طفلا والالتحاق بمراكز التكوين أو التدريب المهني أو إدماج التشغيل ل208 أطفال. وتؤكد في ضوء هذه النتائج مختلف الأطراف المتدخلة على مزيد العناية بأوضاع الطفولة لتكون أرضية ملائمة لإعداد الخطة العشرية الثالثة لفائدة الطفولة (20122021) وحري بنا ونحن نحتفل اليوم بالعيد الوطني للطفولة أن نكشف هذه المعطيات الصادرة بالتقرير الوطني للطفولة 2010.