الجزائر القاهرةنواكشوط (وكالات): تصاعدت في الجزائر أمس وتيرة حالات الانتحار حرقا احتجاجا على البطالة والظروف المعيشية حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل الذين أقدموا على اشعال النار في أنفسهم الى خمسة أشخاص. فيما أقدم مصري على اشعال النار في جسده أمام مقر البرلمان. كما حصلت حالة مماثلة أمام القصر الرئاسي الموريتاني. وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية أن الشاب الخامس قام بصب كمية من البنزين على أطرافه السفلى قبل أن يضرم النار في جسده ليتدخل رجال الشرطة لاخماد النيران. وأضافت الوكالة أن رجال أجهزة الحماية المدنية قاموا بنقل الشاب البالغ من العمر 34 عاما الى مستشفى بحي «تجديت» في ولاية «مستغانم» لتلقي العلاج، موضحة أن مصلحة الشرطة القضائية لأمن ولاية مستغانم قد فتحت تحقيقا حول هذا الحادث. الجزائر وموريتانيا وكان شاب جزائري آخر توفي في وقت سابق متأثرا بجراحه بعدما أشعل النار في نفسه عند مبنى حكومي بالجزائر. وذكرت صحيفة «الخبر»الجزائرية أن محسن بوطرفيف سكب البنزين على جسمه وأشعل النار في نفسه يوم الخميس الماضي بعد لقاء مع رئيس بلدية مدينة بوخضرة الصغيرة الذي لم يستطع أن يوفر له وظيفة وتوفي يوم السبت متأثرا بالحروق التي اصيب بها. وأضافت الصحيفة أن نحو 100 شخص احتجوا على موت محسن في البلدة الواقعة بولاية تبسة على بعد 700 كيلومتر شرقي العاصمة الجزائرية، موضحة أن الوالي أقال رئيس البلدية. وأشارت صحف الجزائر الصادرة أمس الأول أيضا الى وقوع ثلاث محاولات انتحار أخرى في ولاية «جيجل» الواقعة على بعد 400 كيلومتر شرقي العاصمة خلال الأيام الماضية حيث قام المدعو «ح. سعيد» وعمره 27 عاما باشعال النار في جسده أمام مقر الأمن للولاية مما أدى الى اصابته بحروق في وجهه وصدره وفي أطرافه العلوية وقد بدأت أجهزة الأمن تحقيقاتها لمعرفة ملابسات الحادث وأسبابه. وشهدت عدة بلدات جزائرية من بينها العاصمة أعمال شغب في الأسابيع الأخيرة بسبب البطالة والارتفاع الحاد في أسعار السلع الغذائية الرئيسية، ونقل التليفزيون المصري عن مصادر رسمية جزائرية القول إن شخصين قتلا وأصيب العشرات خلال الاضطرابات التي تزامنت مع العنف الذي اندلع في شوارع تونس والمظاهرات على ارتفاع أسعار الغذاء في دول بشمال افريقيا والشرق الأوسط. وأعلن مسؤولون بالشرطة في موريتانيا أن مواطنا أشعل النار في نفسه أمام القصر الرئاسي في البلاد أمس في تقليد لما قام به البوعزيزي. وذكرت مصادر بالشرطة طلبت عدم نشر أسمائها أنه غير مصرح لها بالادلاء بتصريحات رسمية إن الرجل الذي قيل إنه رجل أعمال يبلغ من العمر 40 عاما ومن أسرة ثرية كان يحتج على ما زعم أنه سوء معاملة الحكومة لعشيرته. أمام البرلمان المصري وفي الاتجاه ذاته أفاد شهود عيان بأن شابا مصريا أشعل النار في نفسه أمام مجلس الشعب صباح أمس على طريقة البوعزيزي أيضا. ولم تتضح خلفيات إقدام الشاب على حرق نفسه، لكنه على ما يبدو تأثر بالأحداث التي شهدتها بلادنا خلال الأيام الماضية فيما أطلقت دعوات على مواقع الشبكات الاجتماعية الى القيام بتحركات على غرار ما قام به شعبنا. ونقلت صحيفة «المصري اليوم» على موقعها الالكتروني عن شاهدة عيان، أن مواطنا لم تذكر اسمه أشعل النار في جسده في نحو التاسعة من صباح أمس بتوقيت مصر أمام مجلس الشعب، وهو يردد هتافات مناوئة ل«جهاز أمن الدولة» المصري. وأضافت الشاهدة في اتصال هاتفي، أن الرجل وقف على رصيف مجلس الوزراء المقابل للبوابة الرئيسية لمبنى مجلس الشعب (البرلمان) وسكب على نفسه البنزين ثم هتف: «أمن الدولة يا أمن الدولة، حقي ضايع في الدولة»، قبل أن يشعل النار في جسمه. وقالت الشاهدة إن «النيران أمسكت بكل جسده وقام الحرس باستخدام طفايات الحريق لاطفائها ثم أدخلوه عربة اسعاف ابتعدت به في ثوان». وبحسب الصحيفة، فإن الشاهدة لم تتمكن من تحديد وجهة عربة الاسعاف، ولم يعرف على الفور مدى خطورة الحروق التي أصيب بها. وذكرت أن «الأمن حرص على اعادة المشهد في الشارع الى طبيعته في ثوان، ولكن بقيت بقعة كبيرة مبللة أمام بوابة المجلس اثر استخدام طفايات الاطفاء». وفي أول تعليق لها على الحادث أعلنت السلطات المصرية أمس أن الشاب الذي أحرق نفسه أمام البرلمان «مختل عقليا».