المتتبع لمشوار فر يق جوهرة الساحل على امتداد 14 جولة من سباق البطولة الوطنية تشدّ انتباهه أكثر من علامة إيجابية تؤشر لنجاحات مرتقبة على جميع الأصعدة. تبقى الذهنية ومن خلالها صلابة شخصية الفريق بكل مكوناته من أبرز مرتكزات المسيرة الموفقة لمجموعة لم تتأثر بالهزيمة ضد النادي الافريقي ثم ضد الملعب التونسي.. بل هي استلهمت من بعض الصعوبات دوافع قوة وثبات وأسست لردة فعل إيجابية مكنت زملاء دانيالو بيترولي من تقليص الفارق الذي يفصل النجم الساحلي عن صاحب المرتبة الأولى الترجي الرياضي الى نقطة وهو ما يعتبر في حدّ ذاته شحنة معنوية مفيدة لبقية المشوار. قدوم المدرب منذر الكبيّر مكان زميله المغربي محمد فاخر وإن كان في حد ذاته قرارا صائبا اعتبارا لمعرفته بمجموعة سبق له التعامل معها من خلال الادارة الفنية فإنه كان في عرف المتتبعين لمسيرة الفريق امتدادا لمرحلة من النجاح والتألق وليس انتدابا لمدرب جديد ناهيك وأن منذر الكبيّر كان واعيا وملما بشؤون الفريق حتى قبل تكليفه بمهمة التدريب. منذ مجيء هذا المدرب وباستثناء عثرتي الجولة السابعة والجولة الثانية عشرة لم يتكلم فريق جوهرة الساحل غير لغة الانتصارات إذ كسب زملاء أيمن عبد النور الحد الأقصى من النقاط في بقية المقابلات داخل سوسة وخارجها وهو ما يؤكد رسوخ ثقافة الانتصار والايمان القطعي لدى الجميع بأن تخطي عقبة فرق وسط الترتيب من أهم السبل الضامنة للعودة الى موقع الريادة. البدائل الناجعة هناك قاعدة شهيرة مضمونها أن الفريق الذي ينتصر لا يتغيّر.. وإذا كان هذا التوجّه في حدّ ذاته جوهر استقرار وتوازن النجم الساحلي في مشواره الراهن على درب المراهنة على نسر البطولة فإن ذلك لا ينفي في واقع الأمر القراءة الرصينة والمتأنية لمتطلبات المرحلة وفي ذات الحين استشراف مستقبل الفريق على المدى القريب والتحسّب لأي طارئ يفرض ادخال تحويرات دون أن يتأثر توازن الفريق ومن ثمة فإن المدرب منذر الكبيّر بإقحامه التدريجي للمهاجم الشاب لسعد الجزيري وبتعويله على أيمن عبد النور في محور الدفاع الى جانب سيف غزال وبتدخله الرشيق لإعادة الظهير الأيسر حاتم البجاوي أقام الدليل على أن الأبواب تبقى مفتوحة أمام كل ذي مقدرة على الاضافة وهو ما من شأنه أن يذكي روح المنافسة بما يفيد النجم حاضرا ومستقبلا. لكل مباراة حقيقتها صحيح أن رهان النجم الساحلي على البطولة يستوجب التعاطي مع بقية المشوار على إيقاع لقاءات الكأس حتى يكون الانتصار والنقاط الثلاث القاسم المشترك بين جميع المقابلات، إلا أن العقلية التي يتعامل بها الجهاز الفني واللاعبين مع بقية مراحل السباق نحو التتويج قوامها لكل مباراة حقيقتها وظروفها لا التي تستوجب نسقا معينا وتعاملا يختلف من جولة الى أخرى.. وبمعنى آخر فإن جميع المنافسين سواسية لأن من يريد البطولة عليه أن ينتصر على كل الفرق مهما كان ترتيبها. وعقلية كهذه بالتأكيد هي حجر الزاوية في بناء مسيرة موفقة تضم فريق جوهرة الساحل في صميم الطموحات التي رسمها لنفسه. بلكحل على انفراد بعد غياب طويل لأسباب صحية تلقى اللاعب «الجوكير» وائل بلكحل الضوء الأخضر للعودة الى سالف نشاطه بعد أن تخلّص نهائيا من مخلفات العملية الجراحية التي سبق له أن أجراها على مستوى عضلات البطن «Pubalgie».. بلكحل الذي انطلق في التدرب على انفراد سيخضع الى برنامج تأهيلي تحت اشراف المعد البدني الدكتور فؤاد الفتايتي وذلك من أجل استرجاع كامل مؤهلاته البدنية.