أجمع المحامون أمس خلال جلستهم العامة الإخبارية التي انعقدت بأحد النزل بالمنزه التاسع على أنّ ثورة الشعب التونسي مازالت متواصلة حتّى تستكمل كلّ مهامها، وأنّ المحامين سيتصدّون لأيّ امكانية للالتفاف على مطالب الثورة، كما انتقد المحامون الحكومة واللجان التي تمّ تشكيلها، وطالبوا بتطهير المحاماة والقضاء. البداية كانت بكلمة العميد عبد الرزاق الكيلاني الذي قال إن بن علي تجرّأ على المحاماة يوم 31 ديسمبر 2010 عندما اطلق رجاله المدججين بالعصي للاعتداء على المحامين في كافة انحاء الجمهورية، الاّ أن المحامين تمسّكوا بالدفاع عن الحرية وعن الثورة، حتى هرب بن علي. وقال هناك من المحامين من قدّم الكثير ومنهم من سجن ومنهم من حرم من لقمة العيش وهناك من تسلطت عليه ادارة الاداءات «لتأديبه» وتحدّث العميد عن آخر مكالمة هاتفية بينه وبين بن علي، وقال انّه طلب منه ايقاف اطلاق الرصاص الحي على المواطنين، وقال العميد لبن علي إن مجزرة ترتكب في القصرين، فردّ بن علي بأنّ أعوان الأمن يدافعون عن أنفسهم ضدّ شبان يلقون عليهم الزجاجات الحارقة، وقال العميد إنّه تأكّد بعد نقاشه مع بن علي عبر الهاتف بأنّه كان يتحدّث مع شخص لا يمسك جيّدا بكرسيّه، وقال مثلما توقعنا فلقد فرّ بن علي. وتحدّث العميد عن موقف المحاماة من الحكومة الأولى والثانية وعن موقفهم من اللجان وقال إنّه لا أساس قانونيا لها، وقال إن المحاماة تعجّ بالكفاءات وطالب بتقديم مشروع اصلاحي متكامل حتّى لا يتم الالتفاف على ثورة الشعب، وقال إنّ المقترحات التي ستقدّمها الجلسة العامة سوف يتم اعتمادها في هذا المشروع. وقد أعطيت الكلمة للمحامين، حيث كانت جلّ المداخلات تطالب باصلاح فعلي للقضاء حتّى يكون مستقلاّ كما طالب المحامون بما أسموه تطهير المحاماة خاصة من التجمعيين الذين ساهموا في قمع الشعب وتفقير المحامين والاضرار بهم، وانتقد المحامون أيضا اللجان الثلاث التي تمّ تشكيلها وقالوا إنها لا تستند إلى أيّ سند قانوني وإنه لا يمكنها أن تحلّ محلّ القضاء، وطالبوا بتشكيل لجان تتكوّن من المحامين والقضاة النزهاء، وتدخّل أحد المحامين من ولاية القصرين وتحدّث عن ميليشيات لترويع الناس في القصرين، وكانت مداخلته حماسية جدّا وتفاعل معها كلّ الحاضرين. الجلسة العامة الاخبارية كانت ثورية بأتمّ معنى الكلمة اذ أجمع كلّ المتدخّلين على ضرورة حل حزب التجمّع والغاء مؤسّسات القمع التابعة لنظام بن علي وأجمع المتدخلون على ضرورة مواصلة الثورة حتّى تنجز مهامها الوطنية، وإنّ المحامين سيكونون في طليعة القوى الحيّة التي تسهر على حماية الثورة. المحامون أكدوا مرّة أخرى ومن خلال جلستهم العامة أنّ اختلافهم هو اختلاف بنّاء وهو اختلاف داخل الوحدة، وأكّدوا أنهم فعلا من القوى الطليعية في هذه البلاد... وسنحاول غدا تقديم كلّ التفاصيل عن الجلسة العامة وعن المداخلات وكلّ المواقف والآراء.