النجف بغداد البصرة (وكالات): أكد أنصار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر ان استراحتهم قد لا تطول وأنهم قد يشعلون «المواجهات من جديد مع الغزاة في حال طلب منهم (قائدهم) ذلك». وأوضح مقاتلو الصدر أن معارك النجف زادتهم تصميما على مواجهة المحتل حتى «طرده» من العراق مؤكدين أنهم تمكنوا خلال هذه المعارك من اسقاط 17 مروحية وتدمير 17 دبابة وقتل 40 جنديا يوميا. وكان الصدر وأنصاره قد توصلوا مؤخرا إلى اتفاق مع المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية اللّه علي السيستاني يقضي بوقف المعارك في النجف التي شهدت مواجهات دامية سقط فيها مئات الشهداء والجرحى. وبموجب هذا الاتفاق انسحب أول أمس جيش المهدي من المدينة لكنه رفض تسليم أسلحته إلى الشرطة العراقية التي تولت مسؤولية حفظ الأمن في النجف. وقد ردّد عناصر جيش المهدي اثر انسحابهم من المدينة عبارات مؤيدة للصدر وتتحدث عن الشهادة مؤكدين أن غضبهم ضدّ الاحتلال لن «ينطفئ» مادامت القوات الغازية موجودة على أرض العراق. الاستمرار .. في القتال وأجمع عدد من عناصر جيش المهدي في هذا الصدد على أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في النجف لا يعني أن معركة أنصار الصدر ضدّ الأمريكان قد انتهت. وأكد مقاتلو الصدر أن استراحتهم قد لا تطول إذا ما طلب منهم زعيمهم الشاب استئناف المقاومة ضدّ المحتل. وقال أحد المقاتلين يدعى علي فيما أشار آخرون بالموافقة «نحن جميعا نفكر بطريقة واحدة وكل أعمالنا تتوقف على رغبات مقتدى». وقال رجل دين وهو يرتدي عمامة سوداء ووضع حول رقبته مدفعا رشاشا وحزاما ضخما من الطلقات «إن القصف الأمريكي لم يؤثر على معنوياتنا». وقال رجل آخر يستخدم اسما مستعارا «أبو مقتدى» تغطي الأربطة الجروح التي أصيب بها في احدى الغارات الأمريكية على النجف «سأعود إلى عملي قريبا.. إنني مدرس لغة عربية لطلبة المدارس الثانوية». وأضاف: «غير أنني مستعد للذهاب إلى الحرب مرة أخرى في أي وقت.. كل ما على السيد مقتدى هو أن يطلب منا ذلك وسنقاتل في النجف أو في أي مكان آخر». وقال مقاتل شاب لم يفصح عن اسمه في هذا الاطار «إن غضب جيش المهدي ضد الولاياتالمتحدة شديد مؤكدا أن أنصار الصدر لن يتخلوا عن أسلحتهم إلا عندما تغادر القوات الأمريكية العراق». وكشف المقاتل نفسه أن جيش المهدي دمّر عديد الدبابات والطائرات الأمريكية وقتل عشرات الجنود الأمريكان خلال مواجهات النجف. وأضاف: «لقد أسقطنا 17 طائرة أمريكية وقتلنا نحو 40 جنديا أمريكيا كل يوم ودمرنا أيضا 17 دبابة. ولم يستبعد بعض المحللين في هذا الصدد أن يكون الاتفاق الأخير في النجف مجرّد «التقاط أنفاس» لجيش المهدي لتجميع صفوفه وللعودة إلى المواجهة من جديد. واعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية من جانبها ان المعارك التي خاضها أنصار الصدر في النجف على امتداد أكثر من ثلاثة أسابيع قد أصابت الاستراتيجية الأمريكية في العراق بانتكاسة كبيرة. وفي البصرة أيضا أعلن مدير مكتب الشهيد الصدر أسعد البصري أن جيش المهدي غير معني باتفاق السلام في النجف. وشدّد البصري على أن جيش المهدي سيستمر في القتال ضدّ القوات البريطانية في المدينة. معارضة المقاومة في أثناء ذلك أعلن المتحدث باسم المرجعية الشيعية بشير النجفي ان المرجعية اتفقت عقب اجتماع في منزل المرجع الأعلى في العراق آية اللّه علي السيستاني على معارضة القتال ضد القوات الأجنبية في العراق. وذكر المصدر ذاته أن هذا الاتفاق جاء على اعتبار ان الحل السلمي لم ينته بعد لانهاء الاحتلال. وأضاف إن الحلّ العسكري يبقى ممكنا حين استنفاد كل الطرق السلمية مع الاحتلال. وتابع: «إن أمريكا تحاول «حشر» جميع أعدائها في داخل العراق لضربهم في نفس المكان» مضيفا «ان نتيجة تدخلها في العراق لم تكن تحريرا وإنما كانت فتح جبهة جديدة لقتال أعدائها ولمحاربة الإسلام».. ومن جانب آخر أعلنت مصادر عراقية أن ضريح الامام علي سيفتح أبوابه مجددا بعد 10 أيام.