على اثر المقال الصادر بجريدة «الشروق» للدكتور عبد الكريم الفوراتي نائب رئيس رابطة الاجيال بصفاقس وعضو اللجنة الثقافية الجهوية بصفاقس، اتصل بنا السيد جلال بوزيد عضو المكتب السياسي للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات ووافانا بالتوضيح التالي: صدر بصحيفة «الشروق» مقال أمضاه السيد عبد الكريم الفوراتي أورد فيه انطباعه حول الاجتماع العام الذي نظمه التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات يوم الاحد 13 فيفري 2011 بقاعة الافراح البلدية ويهمنا أن ننير قراء جريدتكم الموقرة حول حجم المغالطات التي تضمنها هذا المقال وأن نرد على الافتراءات التي يعج بها المقال المذكور: 1 نريد بداية، التأكيد على أننا لا ننكر على السيد عبد الكريم الفوراتي حقه المشروع في التعبير بكل حرية عن جملة الانطباعات التي حصلت لديه أثناء متابعة الاجتماع العام آنف الذكر، كما لا ننكر عليه حقه أيضا في أن يكون ساخطا على أداء حزبنا وراضيا تمام الرضاء على من أراده وحلم به من أحزاب كما أننا لا نكرهه على شيء لا يرتضيه ومن حقه أن يعترض على ما بذله من أوجه الشبه بين تكتلنا المناضل وتجمعه المنحل، غير أننا لن نسمح له أبدا بأن تدفعه سورة غضب وحنق غير محسوبين، الى التهجم والانسياق وراء المغالطات وتزوير الحقائق خصوصا وان صحيفة «الشروق» الموقرة قد أوردت توضيحه في غير الصفحة المعدة لوجهات النظر والكلمات الحرة». 2 أنكر صاحب التوضيح على التكتل موقفه الناقد للحكومة المؤقتة وأداءها واعتبر أن رفض الانخراط في هذه الحكومة موقف هدام ورفض تحليلنا للأزمة الحالية باعتبارها أزمة سياسية ويهمنا أن نبين أولا بأن هذا الموقف يردنا الى وضع سابق عن الثورة المجيدة باعتبار انسياق «الدكتور» في التحريض علينا ليتحول الى ناطق رسمي باسم ثورة لا يرى انحيازا لها الا بالانحياز الى موقف الحكومة المؤقتة ويعتبر كل اختلاف معها تحريضا على الفوضى والشغب. ومن ناحية ثانية يهمنا أن نؤكد أن الوقائع الحالية التي تمر بها البلاد تبين أن الاستقرار وتجاوز الفوضى لن يكون الا باتخاذ اجراءات شجاعة في مراجعة طريقة الادارة الحالية للمرحلة الانتقالية بما في ذلك أداء الحكومة المؤقتة ولو كنا كما قال صاحب التوضيح طلاب كراسي رضينا بموقعنا في الحكومة الأولى أو الثانية لننال عندها رضاء السيد الفوراتي حتى لا يتهمنا بالمعارضة التي نعتز بأننا كنا من أهم أقطابها قبل الثورة مثلما نعتز اليوم بالانحياز الى صف الدفاع عن مكاسبها والتصدي الى مخاطر الالتفاف عليها. 3 عاتبنا صاحب التوضيح على الجو الحماسي الذي ساد بعض ردهات الاجتماع وهو أمر مشروع في وضع ثوري تتحول فيه المشاعر الى جزء طبيعي من المزاج السياسي العام كما أن النشيد الوطني الذي ردده الحاضرون هو ملك لهذه الجماهير التي رددته في كل المعارك السياسية الوطنية ونستغرب نسبته الى التجمع الدستوري. ولكن ما يجب التأكيد عليه أن هذا الجو الحماسي لم يمنع من عقلانية التحليل والاستشراق سواء في تدخل الأمين العام للتكتل أو في تدخلات الحاضرين به. 4 ادعى صاحب التوضيح حرمانه من الكلام والتدخل والحقيقة انه قد حاول لمجرد نهاية التدخل الافتتاحي للأمين العام أن يفرض نسقا متجاوزا به ترتيبات الاجتماع مما أوحى لبعض الحاضرين بأنه واحد من العناصر المدسوسة لافساد الاجتماع وهو ما دفع بأحد أصدقائه لاخراجه من القاعة بعد ان دخل في وضع هستيري فقد معه ورعه الأكاديمي ولو صبر قليلا لاكتشف أن المشرفين على الاجتماع قد فتحوا بعد مقطع شعري قصير باب النقاش لجميع الحاضرين وهو ما يفند ما ورد في توضيحه المنشور على أعمدة صحيفة «الشروق» من أكاذيب خصوصا وأنه قد غادر بمحض ارادته الاجتماع قبل نهايته. 5 ويهمنا أخيرا أن نوضح لقراء «الشروق» أن السيد عبد الكريم الفوراتي الذي نصب نفسه نصيرا للثورة قد أمضى مقاله بصفة الانتساب الى اللجنة الثقافية الجهوية وهي كما يعلم الجميع هيئة كانت تنصبها السلطة القائمة قبل الثورة على أساس الولاء للتجمع الحاكم وسياساته الثقافية، وهو ما يجعلنا نقول أخيرا ان من كان من أهل الثقة في عين النظام السابق لا يحق له أن يدعي اليوم انتسابه الى ثورة تطمح الى القطع مع المنظومة القديمة برموزها المختلفة ومن كان بيته من زجاج فلا يرمي أناس الشرفاء بالحجارة. جلال بوزيد (عضو