لمّا أحسّ الشعب بأنّ الرئيس المخلوع داس على كرامته وتلاعب بشعوره مستغلا ثقته وصبره على الظلم مما سمح للعائلة المالكة من أقارب وأصهار من نهش لحم الشعب ونهب ثرواته وكنوزه المدفونة انتفض شباب الأمة وعاضده في ثورته الكهول والشيوخ وحتى الأطفال فكانوا جميعا كالسيل الجارف فاجتثوا جذور عائلتي بن علي وأزلامها والطرابلسي وأتباعها. وهربت زعيمة قرطاج ليلى الطرابلسي محمّلة بكنوز تونس الى الشرق كما هربت عليسة الفينيقية في الماضي البعيد إلى ربوعنا غربا محمّلة بكنوزها ومعها حاشيتها خوفا من بطش أخيها، لكن الفرق شاسع فالأولى ظالمة ومستبدة نهبت خيرات البلاد واعتدت على العباد والثانية هربت من الظلم تنشد الحرية فكان لها ذلك بربوعنا فأسست قرطاج التي أصبحت أكبر قوة تجارية واقتصادية بجنوب البحر الأبيض المتوسط في ذلك الوقت وهكذا جسم الشعب مقولة أبي القاسم الشابي: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر.. وكانت ثورة الكرامة وأوقد شبابنا نار الحرية بدماء شهدائنا الزكية فأشعلت بلهيبها هشيم الظلم والاستبداد وهكذا انتقلت الثورة الى مصر بعد أن أخذ شبابها المتطلع الى الحرية جذوة نار من لهيب ثورتنا المباركة لنيل الكرامة واتبع السيناريو التونسي حتى في شعاراته وهكذا ترددت المقولة الشهيرة: الشعب يريد اسقاط النظام. بقلم: نورالدين المغراوي (باجة)