بئر السبع القدسالمحتلة (وكالات) لقى امس 16 اسرائيليا على الاقل مصرعهم بينما جرح حوالي 100 في عملية فدائية مزدوجة استهدفت حافلتين في بئر السبع بجنوبفلسطينالمحتلة، وتبنتها حركة «حماس» مؤكدة انها ردّ على اغتيال قائديها الشيخ احمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي الربيع الماضي. وبعد ساعات من هذه العملية الفدائىة المزدوجة التي تعد الاضخم داخل الاراضي المحتلة عام 1948 منذ مطلع السنة الحالية جمع رئيس الوزراء الصهيوني طاقمه الامني في مكتبه بتل ابيببحضور وزير الحرب شاؤول موفاز وقائد الجيش موشي يعالون ورئيس جهاز الامن الداخلي «آفي ديختر» لبحث الردّ على هذه الضربة الموجعة. وبعد 3 دقائق فقط من صعودههما على متن الحافلتين من المحطة المركزية في مدينة بئر السبع الواقعة في منطقة النقب بجنوب فللسطين المحتلة، فجّر الاستشهاديان الفلسطينيان نفسيهما مما ادى الى تدمير الحافلة الاولى بشكل كامل تقريبا واشتعال النيران في الثانية. واسفر التفجير المزدوج وفق آخر حصيلة عن مصرع 16 اسرائىليا وجرح 100 آخرين بينهم 16 على اقل تقدير في حالة خطيرة او حرجة. ووقعت العملية المزدوجة تحديدا قرب مبنى البلدية وسط المدينة بينما كانت عشرات الامتار تفصل بين الحافلتين. وبعد قليل من تفجير الحافلتين دوى صوت انفجار ثالث في محيط مركز تجاري كبير لكن وسائل الاعلام العبرية تحدثت عن «انذار كاذب». وقالت الشرطة الصهيونية انها تعتقد ان منفذي العملية المزدوجة في بئر السبع قدما من الخليل في جنوب الضفة الغربية باعتبار ان كتائب القسام وزعت في هذه المدينة اول بيان تتبنى فيه الهجوم الاستشهادي المزدوج. وقبل ساعات من هذا الهجوم كان جيش الاحتلال الاسرائىلي قد تحدث عن اعتقال فلسطيني كان يحمل حزاما ناسفا بينما كان يحاول الدخول عبر معبر بيت حانون الفاصل بين شمال قطاع غزة والاراضي المحتلة عام 1948 . وقال متحدث عسكري ان افراد حرس الحدود الصهاينة في المعبر تفطنوا الى ان الفدائي كان يلفّ خصْره بحزام ناسف واجبروه على الاستسلام قبل ان يفجره. وتبنت عملية بئر السبع كتائب عزالدين القسام الذراع العسكري لحركة «حماس» في اتصال هاتفي مع وكالة الانباء الفرنسية ثم نشرت بيانا في الخليل اكدت فيه مسؤوليتها عن الهجوم. وفي هذا البيان قالت كتائب القسام ان العملية المزدوجة ردّ على اغتيال مؤسسها الشيخ احمد ياسين وقائدها عبد العزيز الرنتيسي في مارس وافريل الماضي ورسالة تضامن مع الاسرى المضربين عن الطعام. وخاطب البيان كلا من شارون وموفاز بالقول «انكما واهمان حين تتصوّران ان اغتيال قادتنا سيضعف تصميمنا على القتال». وقال البيان ايضا ان هذه العملية الفدائية النوعية «هدية» للمهاجرين اليهود الجدد الى فلسطينالمحتلة. شهداء واجتياحات وعشية هجوم بئر السبع كان الرصاص الصهيوني قد حصد شهيدا في مخيم رفح هو الصبي مازن الآغا (14 عاما) الذي اصيب بعيارات ثقيلة من دبابة اسرائىلية. وكانت الدبابة تشارك في توغل جديد بالمخيم. وأغلقت قوات الاحتلال صباح امس معبر بيت حانون بعد الاعلان عن اعتقال الفلسطيني الذي كان يحمل حزاما ناسفا. وفي الضفة الغربية توغلت صباح امس قوة صهيونية كبيرة مؤلفة من 30 آلية ومدعومة بالمروحيات في مدينة جنين ومخيمها. وجاء التوغل غداة غارة جوية اسرائىلية استهدفت ثلاثة من ناشطي كتائب شهداء الاقصى لكنهم نجوا من الموت حيث اصاب الصاروخ الذي اطلقته احدى المروحيات منزلا بدل سيارة الناشطين الثلاثة مما اسفر عن جرح طفلة في التاسعة.