جباليا القدسالمحتلة (وكالات): ارتفعت مساء أمس حصيلة 72 ساعة من الاجتياح الاسرائيلي الواسع لشمال قطاع غزة إلى 45 شهيدا على الأقل بسقوط 7 شهداء جدد برصاص وصواريخ القوات الصهيونية التي دفعت إلى المنطقة بحوالي 100 دبابة اضافية في وقت أعلنت فيه حكومة شارون تعميدها على تصعيد العدوان الذي اطلقت عليه «أيام الندم». واستمر أمس العدوان الوحشي مستهدفا بالخصوص مخيم جباليا الذي يشهد منذ 48 ساعة تقريبا مواجهات كبيرة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال التي واصلت قصف المخيم الذي يسكنه 100 ألف فلسطيني على الأقل من الجو والبر. تصعيد وشهداء بالجملة وبعد ساعات من اجتماع الطاقم الأمني المصغر برئاسة شارون الذي قرر توسيع نطاق الاجتياح في شمال قطاع غزة دفعت القوات الصهيونية بحوالي 100 دبابة اضافية إلى مناطق جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون. وتناوب أمس مسؤولون صهاينة بينهم وزير الحرب شاؤول موفاز على التهديد بتوسيع نطاق العدوان إلى أبعد حدّ إذا واصلت المقاومة اطلاق الصواريخ على المستوطنات في جنوبفلسطينالمحتلة على وجه الخصوص. وأعلن مسؤول كبير في حكومة شارون ان قوات الاحتلال (ستقيم منطقة عازلة في قطاع غزة بعمق 6 كيلومترات لابعاد منصات اطلاق صواريخ «القسام» وغيرها عن مدينة «سديروت» الواقعة في الأراضي المحتلة عام 1948 قبالة قطاع غزة. وعلى الميدان ترجمت القوات الصهيونية هذه التصريحات إلى غارات جوية وقصف مدفعي لمخيم جباليا بالخصوص. وأسفرت الغارات التي نفذتها المروحيات والقصف المدفعي الموازي عن استشهاد 7 فلسطينيين جدد سقط معظمهم في مخيم جباليا. ومن مجموع الشهداء الجدد، سقط شهيدان من حركة «حماس» وكتائب شهداء الأقصى في عملية فدائية مشتركة استهدفت الجنود الصهاينة في معبر بيت حانون. وذكرت مصادر فلسطينية ان جنديا اسرائيليا قتل خلال هذه العملية بينما تحدث جيش الاحتلال عن احباط العملية واعتقال 6 مقاومين يحملون أسلحة وعبوة ناسفة تزن 30 كيلوغراما مدعيا انهم استولوا على موقع للأمن الفلسطيني بهدف مهاجمة معبر بيت حانون. وفي سياق العدوان الذي يتعرض له شمال قطاع غزة منذ مساء الثلاثاء، قصفت الدبابات الصهيونية صباح أمس استراحة لاستقبال الضيوف تابعة للرئاسة الفلسطينية قرب معبر بيت حانون مما أدى إلى تدميرها. ومنذ بدء الاجتياح هدمت الجرافات الاسرائيلية 50 منزلا على الأقل وفق مصادر فلسطينية متطابقة. وأغارت مروحيات اسرائيلية مساء أمس على ورش حدادة في غزة في وقت دعت فيه واشنطن تل أبيب إلى تفادي استهداف المدنيين الفلسطينيين. مزيد من الصواريخ وفي ذروة العدوان الصهيوني والوحشي قصفت المقاومة الفلسطينية مجددا المستوطنات بالصواريخ وسقط أمس صاروخان أطلقهما مقاتلو ألوية الناصر صلاح الدين (الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية) في مدينة سديروت دون أن يتسببا في اصابات بين المستوطنين. وقصف المقاومون أمس أيضا مستوطنة في وسط قطاع غزة في حين أطلق صاروخ مضاد للدبابات على قوة عسكرية اسرائيلية في الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر. وخلال مداولات الطاقم الأمني برئاسة شارون طالب عدد من الوزراء الصهاينة بأن يكون العدوان أوسع وأكبر في حين ان شارون اقترح عدوانا مماثلا لعدوان «السور الواقي» الذي أفضى إلى احتلال الضفة الغربية في ربيع عام 2002 . واعترض قادة الجيش على عملية من هذا النوع لأنها قد تخلف عددا كبيرا من القتلى في صفوف جنود الاحتلال.