عقد مدير جمعية صيانة مدينة القيروان ومدير متحف رقادة الإسلامي ندوة صحفية أكد فيها أن تراث القيروان لم يتعرض إلى أي سرقة في العقدين الأخيرين مضيفا أن ما أوردته بعض وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية لا صلة له أساسا بالواقع وذكر في هذا السياق ان متحف الحضارة والفنون الإسلامية برقادة لم يسجل فقدان أي تحفة أثرية أو قطعة نقدية أو حلية أو آنية فخارية أو نحاسية مؤكدا ان جميع التحف مدونة ومضبوطة. ورد الرماح على ما نشرته وسائل إعلام بخصوص تعرض عديد التحف الى السرقة والتهريب ووجود عدة تجاوزات في عمل جمعية صيانة مدينة ودور مركز تقديم التراث الإسلامي والحفريات التي نهب منها عدة قطع أثرية قيمة والاستيلاء على مواقع أثرية تحولت الى أحياء سكنية الى جانب تعريض مدفع القيروان الى الإتلاف وتساؤلات كثيرة عن صفحات الرق الأزرق ومخطوطات نادرة. مشددا وبكل حزم ان التراث القيرواني سليم ولم يتعرض الى النهب مفندا ما يتردد ومكذبا الجميع. المدفع العثماني الذي كان منتصبا في ساحة الشهداء بالقيروان ثم اختفى فجأة أثناء الاحتفاء بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية وأثناء تبليط ساحة الشهداء التي تم خلالها الاعتداء على الموقع وهو ما اثار عدة تساؤلات وحيرة في صفوف المواطنين وقد تفاجأ البعض بتأكيد رئيس جمعية صيانة المدينة أن هذا المدفع تم إيداعه منذ مدة بطلب من بلدية القيروان (وهو مساعد رئيسها) بمستودع المعهد الوطني للتراث بالجهة لكنه لم يشر الى حالته المزرية التي أصبح عليها الى جانب عدة «مدافع» عثمانية مشابهة . كما بين الموقع الأثري بمنطقة عين جلولة وما يزخر به من تراث روماني متنوع لم يتعرض للسرقة لكنه استثنى بتعرض المنطقة الى حفريات تتم من حين إلى آخر من قبل بعض المواطنين بنية البحث عن الكنوز والتي أدت الى تهريب تحف أثرية قيمة. ولئن اعترف مدير مشروع صيانة المدينة بسرقة السيوف الحسينية من متحف «عمر عبادة» بمدينة القيروان وسرقة أعمدة سيدي عبد القادر التي يعود تاريخها إلى أواخر القرن التاسع عشر، فقد ذكر أن السيوف تم العثور عليها منذ أشهر بإحدى الأسواق المختصة في بيع الأثاث القديم بما ساعد على استرجاعها وإحالة المتهمين بسرقتها على العدالة حسب قوله. في حين أشار ان أعمدة سيدي عبد القادر ليست في تصرف المعهد الوطني للتراث. آثار القيروان... في مزادات عالمية أما بخصوص ما أشيع من سرقة لمصحف الرق الأزرق المكتوب بخط كوفي مذهب والذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث هجري، والذي فقدت منه بعض الورقات الى جانب فقدان مخطوطات نادرة عثر عليها بمحراب جامع عقبة القديم قبل سنوات، فأبرز الدكتور الرماح أن هذه التحفة الفنية الرائعة كانت قد تعرضت إلى التهريب منذ نهاية القرن التاسع عشر لما كانت في تصرف جمعية الأوقاف مؤكدا انه تم ضبط حوالي 55 ورقة من المصحف الأزرق موزعة على متاحف العالم والمجموعات الخاصة وكان البعض منها يعرض للبيع بدور المزاد العلني في انقلترا وفرنسا وغيرها. وجدد الرماح تأكيده على أن ما تسلمته جمعية صيانة مدينة القيروان من هذه الرقوق الثمينة موجود ومصور وموثق توثيقا كاملا دون ان يقدم هذه الوثائق ملاحظا أن ما يباع حاليا في دور المزاد العلني بأوروبا من هذه الرقوق لا تتحمل فيه الجمعية المسؤولية وليس من الرصيد الذي تسلمته منذ انبعاثها. هذا وقد سبق وان ظهر الرماح في فقرة متلفزة اكد فيها ما قدمه خلال الندوة الصحفية، لكن تصريحاته أثارت عديد الباحثين الذي اكدوا تعرض 53 قطعة أثرية الى النهب من الجهة سواء تلك التي في عهدة صيانة المدينة او الحفريات المهملة التي لم تتم صيانتها لانها خارج المدينة. كما أفاضت تلك التصريحات عدة تساؤلات للأبناء القيروان وقد اكد العشرات وبينهم ممن مر بجمعية الصيانة المدينة او اطلع على ملفاتها، وجود تجاوزات مثبتة بالصور والوثائق سواء تعلق ذلك بالإهمال او بالتفريط في ممتلكات الجمعية من عقارات وحفريات او من خلال انغلاق الجمعية واختيار أعضائها.