أكدت مصادر مصرية مسؤولة أمس أن القاهرة رفضت طلبا ليبيا لبيعها أسلحة حديثة لمواجهة الثوار هناك. كما رفضت اغلاق الحدود في وقت تحدثت مصادر أخرى عن أن القذافي هدّد بطرد جميع العمال المصريين إذا مارفضت القاهرة مساعدته على قمع الثوار. ونقلت صحيفة «العرب» القطرية عن المصادر أن القيادة الليبية أوفدت الى القاهرة اللواء عبد الرحمان الزاوي مدير الامداد والتموين بالجيش الليبي حاملا رسالة الى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر يطلب فيها امداد القذافي بأسلحة حديثة وإغلاق الحدود المصرية الليبية لمنع تسرّب أسلحة وأدوية ومؤن الى الثوار وهو ما رفضه المجلس الأعلى للقوات المسلحة باعتبار أن ذلك شأن داخلي يخصّ شعبا شقيقا لا ينبغي التدخل في شؤونه. وقالت المصادر أيضا إن المبعوث الليبي طلب كذلك مساعدة مصر خلال الاجتماع الوزاري العربي المنتظر غدا للدعوة الى فرض حظر جوي على ليبيا. وفي السياق ذاته نقل موقع «اليوم السابع» المصري أمس عن عدد من الصحف الاسرائيلية بينها «يديعوت أحرنوت» و«معاريف» و«هآرتس» وموقع «والا» قولها إن القذافي طلب مساعدة مصر والوقوف الى جانبه ضدّ الثوار الليبيين، وهدّد بأنه سيطرد جميع العمال المصريين من ليبيا إذا لم تستجب مصر له وتدعمه سياسيا وتمدّه بالأسلحة والذخيرة التي يحتاجها لمقاتلة الثائرين على حكمه. وتحدث الموقع عن إرسال القائد العسكري الليبي عبد الرحمان الزاوي الى القاهرة لنقل هذا الطلب. من جانبها أكدت وزارة الخارجية السورية أمس أن دمشق تعارض كل أشكال التدخل الأجنبي في الشؤون الليبية ودعت الى «الحكمة والحوار» في حلّ الأزمة المندلعة في ليبيا. وجاء في بيان لوزارة الخارجية السورية أنّ دمشق «تتابع بقلق بالغ التطورات المأسوية في ليبيا الشقيقة». وأكدت دمشق في بيانها «ضرورة الحفاظ على حياة المدنيين ووقف العنف حيال أبناء الشعب الصيني واللجوء الى الحكمة والحوار لتلبية طموحات هذا الشعب». وفي سياق تداعيات الأزمة الليبية على دول الجوار اتهمت صحيفة ليبية معارضة، الحكومة التشادية بتقديم دعم عسكري لنظام معمر القذافي وسط أنباء متواترة عن استعانته ب«مرتزقة أفارقة» لمقاتلة الثوار وبعضهم من ضباط وجنود الجيش الذين انشقوا عن حكمه. وذكرت صحيفة «ليبيا اليوم» في موقعها على الانترنت، أن الحكومة التشادية تقوم بالاسناد العسكري للعقيد القذافي، وقد تم ايفاد الجنرال عثمان بحر أتنو، ابن عم الرئيس التشادي إدريس ديبي لقيادة حملة عسكرية مخصصة لهذا الشأن. ونقلت عن مصدر لم تكشف عن هويته، أن الجنرال المكلف تحرك يوم الاثنين الماضي من مدينة مساغيت التي تقع على بعد 80 كلم شمال العاصمة التشادية انجمينا متجها الى مدينة برداي في شمال التشاد، واجتاز الحدود الى منطقة السارة الليبية ومنها الى الجنوب الليبي وبالتحديد مدينة سبها. وأضاف أن هذا الجنرال يقود قوة تتكون من حوالي 100 عربة عسكرية ذات دفع رباعي، وأسلحة ثقيلة ومضادات للطيران وذخائر.