سحب الثوار الليبيون أمس قواتهم من «راس لانوف» تحت وابل الغارات الجوية والقصف المدفعي لكتائب العقيد القذافي التي تعهدت باستعادة الشرق برمته خلال أيام فيما أكد الثوار أن المعركة القادمة ستكون في العاصمة طرابلس داعين المجتمع الدولي الى فرض حصار جوي على النظام ومعتبرين أن الحصار الجوي سيمكنهم من «فتح» باب العزيزية قصر القذافي خلال أسبوع واحد فقط. وانكفأت المعارضة الليبية أمس شرقا وتخلت عن آخر نقطة تفتيش رئيسية لها في «راس لانوف» النفطية متقهقرة نحو 20 كيلو مترا. هجمات من الجهات الثلاث وقال الثوار إن «راس لانوف» شهدت هجمات من الجو والبحر والبر الأمر الذي يفوق حجم ومدى عتادهم العسكري. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية أن القوات الحكومية هاجمت بوابل من نيران الدبابات والمدفعية مدينة راس لانوف شرق البلاد. وتحدثت عن فرار المئات من قوات المعارضة في السيارات والشاحنات باتجاه الشرق على الطريق الساحلي. كما أشارت مصادر إعلامية محلية عن وقوع هجوم جوي كاسح على البريقة المدينة الساحلية الشرقية ولاحظت تصاعد أعمدة من الدخان في المدينة التي نعمت بهدوء نسبي مطلع الأسبوع الجاري. وأضافت ان القصف الجوي استهدف مدينة «العقيلة» المتاخمة لمدينة «البريقة» دون تحديد حجم الخسائر المادية أو البشرية. وأكدت ذات الجهات أن السيطرة على مدينة «راس لانوف» تمت عبر عمليات انزال بحري للقوات الموالية للقذافي التي خاضت «حرب شوارع» في المدينة. أسرى وبالتوازي مع زحف قوات القذافي، أسر الثوار عددا من أفراد الكتائب الأمنية في بنغازي. وأفاد مراسلون اعلاميون ان عدد الأسرى بلغ 35 فردا من بينهم مرتزقة. من جهتهم، تلقى مشتركون في شبكة «تليفون محمول ليبيا» أمس رسائل نصية من القوات النظامية تؤكد لهم قرب استعادة مدينة «أجدابيا» و«بنغازي» معقل الثوار. وتنص هذه الرسائل على ان مدينة «أجدابيا» ستشهد «يوم تحرير» قريب وان جماهير بنغازي ستعيش التحرير حسب تعبيرها. وفي ذات السياق ناشد مقاتل ليبي بمدينة الزاوية «المجتمع الدولي فرض حصار جوي على النظام مشيرا الى أنه بات مقطوعا عن العالم الخارجي ولا يعرف بالتحديد المستجدات السياسية والامنية في البلاد. وأضاف في تصريح لوكالة «رويترز»: كل ما نريده منطقة حظر للطيران تمنع القذافي من استخدام الطائرات. وأشار الى أنه في حال فرض الحصار الجوي على قوات النظام الليبي فإن الثوار سيتحدثون للعالم من قلب «باب العزيزية» خلال أسبوع. كما شنت الكتائب الأمنية للقذافي حملة قتل كبيرة في مدينة الزاوية البوابة الغربيةلطرابلس ووصفت مصادر اعلامية محلية المدينة بمدينة الأشباح بعد أن هجرها معظم سكانها. بدوره: قال أحمد خليفة أحد مستشاري المجلس الانتقالي الليبي ان ما يجري حاليا في البلاد على المستويين السياسي والأمني مقدمة لحرب طرابلس التي ستطيح بالعقيد. وأضاف ان لدى المجلس خطط ميدانية كثيرة للتقدم العسكري دون الالتجاء الى التدخل العسكري الاجنبي. وأكد ان لدى الثوار ما يكفيهم من الذخائر والعتاد والرجال لخوض هذه المعركة الفاصلة عقب انضمام رجال الجيش الليبي الى صفوفهم. من جهته، طالب المتحدث باسم المجلس الانتقالي الليبي عبد الحفيظ غوقة وقف المذابح التي تقترفها قوات القذافي في حق الليبيين. ودعا غوقة مجلس الأمن الى قصف معسكرات كتائب القذافي والطرق التي تستخدمها.