واصلت كتائب القذافي أمس سباقها مع الزمن في مواجهتها مع الثوار زاحفة نحو الشرق الليبي ومستعيدة بلدة «رأس لانوف» النفطية الاستراتيجية لكن الثوار لم يرموا في المقابل المنديل واستمروا في مجابهة القوات النظامية. ويبدو أن تصميمهم قد زاد عقب الدعم العربي الذي حصلوا عليه والذي قد يصل حدّ الاعتراف بهم من خلال المجلس الانتقالي وتأييد جامعة الدول العربية للحظر الجوي، فيما عرض العقيد معمر القذافي عليهم العفو الشامل مقابل إلقائهم السلاح. وقال أحد الثوار لوكالة «رويترز» إن كتائب القذافي أرغمت الثوار على التقهقر من «راس لانوف» والتمركز على بعد 20 كيلومترا من المدينة النفطية بعد تعرضهم لقصف شديد من البحر والجو والبر. وقتل في معارك «راس لانوف» 5 ثوار على الأقل وتمّ أسر 3 جنود من قوات القذافي. مصراتة.. عنوان الثورة ويستعد الثوار في مدينة مصراتة (200 كيلومتر شرق طرابلس) لمجزرة بعد أن تمكنت قوات القذافي من الاحاطة بها من جميع الجهات وتموقعها على بعد 15 الى 20 كيلومترا عن وسط البلدة. وأكد ثوار استخدام الكتائب للدبابات والأسلحة الثقيلة في هجومها على المدينة الذي بدأ مساء أمس ونسبت وكالة «رويترز» لمحمد أحمد أحد المسؤولين في الثورة الليبية قوله: إن نفس الذي وقع في الزاوية سيقع في مصراتة.. نحن لا نملك الامكانات والقدرات التسليحية لمقارعة كتائب النظام ولكن لدينا الايمان والثقة باللّه. وأكد أن المعارضة الليبية تشعر بالخذلان من جانب القوى العالمية التي لم تتفق بعد على اقرار غارات جوية أو حصار جوي. وأضاف: نحمّل المجتمع الدولي مسؤولية سقوط الزاوية والأرواح التي زهقت هناك.. القذافي مسؤول ولكنهم شركاء في الجريمة. الطريق نحو بنغازي وفي مدينة «أجدابيا» (160 كلم غرب بنغازي)، أكدت مصادر محلية حصول اشتباكات عنيفة الليلة قبل الماضية بين القوات النظامية والثوار. وأشارت الى أن المستشفى المحلي استقبل 5 قتلى و13 جريحا من بينهم مدني و9 ثوار وثلاثة جنود وشوهدت في مشرحة المستشفى 5 جثث قيل إنهم من الثوار. وأضافت أنّ سكان «أجدابيا» و«البريقة» سيقاومون كتائب القذافي ولن يتنازلوا البتة عن مدينتيهما. وتوقعت حدوث مواجهات شرسة بين الطرفين في «أجدابيا» التي يوجد فيها عدد كبير من المتساكنين على عكس راس لانوف المدينة النفطية الرافضين لنظام القذافي. ونقلت عن زعيم المجلس الوطني الليبي قوله: «إنّ لدى المعارضة عددا كبيرا من المقاتلين وإن المتطوعين يتقاطرون على المعارضة». وأردفت أن أهالي بنغازي مستعدون للتصدي لقوات القذافي مشيرة الى وجود خطط لاجلاء الأطفال والنساء الى ملاجئ مخصّصة في الجبال تم تشييدها في عهد الاستعمار الايطالي والقصف الأمريكي على ليبيا عام 1986. وقال التلفزيون الليبي إنّ الكتائب الأمنية تتقدم نحو «بنغازي» وهي عازمة على «تحريرها» وفق تعبير التلفزيون في غضون أيام قليلة. وتسود الشرق حاليا حالة من الانتظار الحذر حيال تقدم القوات النظامية نحوه وامكانية سقوط المزيد من القتلى والجرحى.