٭ تونس «الشروق»: وجوه من الحقوقيين ومن كلّ التيارات السياسية والفكرية، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، من الإسلاميين والقوميين واليساريين ، مرفوقين بعائلاتهم وأبنائهم عجّت بهم أمس قاعة المؤتمرات بالعاصمة بمناسبة التظاهرة الّتي دعت إليها المنظمة الدوليّة لمساندة المساجين السياسيين. قصص وروايات وشهادات عن عقدين من التعذيب والسجن والملاحقة الأمنيّة والمراقبة الإدارية والتضييق والتجويع، تلك كانت أهمّ ملامح التظاهرة التي حضرها الآلاف من التونسيين المتشوقين للإطلاع على عيّنات ونماذج عن زمن أجمع الكلّ على وصفه بأنّه زمن الفواجع والآلام والجراح العميقة التي ضربت أسر وعائلات ومسّت موارد رزقهم بل وغيّبت عند البعض أشخاصا أعزاء عليهم كثيرا كابن أو أب أو زوج أوصديق أو قريب أو زميل عمل. على مدار التظاهرة اختلطت الدموع بشعارات الثورة والوفاء للشهداء وتضحيات المساجين والمعذبين ، واهتزّت أركان قاعة المؤتمرات بأهازيج الفرح ومقطوعات من الغناء الملتزم والتوق إلى مستقبل يقطع مع الماضي وتغيب فيه كلّ أشكال القمع والتعذيب وإرهاب أجهزة الأمن والبوليس السياسي. تأمين القطع مع التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان رجال القانون على غرار القاضي مختار اليحياوي والمحامي العياشي الهمامي أكّدوا على الدلالة العميقة لمثل هذه اللحظات مشددين على ضرورة أن يتمّ الكشف عن كامل الحقيقة في ما يخصّ ملف المساجين السياسيين وتأمين عدم عودة مثل تلك المظاهر المنافية لأبسط حقوق الإنسان من حرمة جسديّة وحق في التعبير والانتماء السياسي بعيدا عن كلّ أنواع التضييق أو الحصار، المحامي والحقوقي العياشي الهمامي، قال: «نحن حاليّا نعيش لحظة الحرية ، نحن نتنفّس حريّة بفضل كلّ تلك النضالات والتضحيات، وحتّى أولئك الّذين عذّبوا أو ماتوا هم أيضا كانوا قد اختاروا طريق الحريّة». كما تحدّث عدد من المساجين السياسيين عمّا تعرّضوا له من تعذيب وقسوة خلال فترة الإيقاف والبحث وكذلك داخل السجون التي كانت تُمارس بها صنوف مرعبة من الإرهاب والتخويف والعنف المادي والجسدي والنفسي، وقد تحدّث الشاب صابر الراقوبي المحكوم عليه بالإعدام في قضية سليمان الشهيرة مبرزا أنواع التعذيب والتنكيل التي تعرّض لها مؤكّدا وفاة 13 من زملاء ورفاق له في تلك القضية التي تمّ تزييف حقيقتها من قبل النظام السابق، وممّا ذكره صابر أنّه حينما بلغت قضيته المنظمات الدولية سعت السلطة إلى اغتياله داخل إحدى الزنزانات الانفرادية بسجن المرناقية (الزنزانة الانفراديّة رقم 63) حيث تمّ دسّ ثعبان داخل الزنزانة لكن من ألطاف اللّه أنّه لم يُصب بأذى. انصاف ومُحاسبة سمير ديلو، رئيس المنظمة الدولية لمساندة المساجين السياسيين قال إنّ الهدف اليوم هو القطع مع سياسة التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان مُستعرضا نماذج من تقارير مُخابراتيّة للبوليس السياسي الّذي كان يُعاين وعن كثب تحركات النشطاء السياسيين وحتى المواطنين العاديين في حياتهم اليوميّة كارتياد المساجد أو الجلوس في المقاهي أو غيرها. كما أكّد ديلو أنّه لا بدّ من إعادة الاعتبار لضحايا التعذيب والتنكيل ولا بدّ من إنصافهم وإنصاف عائلاتهم ومُحاسبة المذنبين في كلّ تلك الجرائم عبر القضاء العادل والمستقل ودون تشفّ: «لا بدّ أن يُمنح اليوم الجميع ظروف المحاكمة العادلة». خاص : قائمة الذين قضوا تحت التعذيب أو نتيجة الإهمال داخل وخارج السجون في العهد السابق ٭ تونس «الشروق»: في ما يلي قائمة تفصيليّة في الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب أو نتيجة الإهمال داخل وخارج السجون في العهد السابق ، وهي منشورة ضمن أعمال جمعية حريّة وانصاف الّتي يرأسها الأستاذ المحامي محمّد النوري: وفايات تحت التعذيب في الداخلية ومراكز الأمن 1 عبد الرؤوف العريبي قتل يوم 11 ماي 1991 في الداخلية. 2 فتحي الخياري 5 أوت 1991 في بوشوشة. 3 فيصل بركات 8 أكتوبر 1991 الحرس نابل. 4 رشيد الشماخي 24 أكتوبر 1991 الحرس نابل. 5 عامر دقاش 11 جوان 1991 الداخلية. 6 عبد العزيز المحواشي 30 أفريل 1991 الداخلية. 7 عبد الواحد عبيدلي 30 جوان 1991 منطقة سوسة. 8 فتحي الوحيشي 26 نوفمبر 1996 قابس. 9 كمال المطماطي 8 أكتوبر 1991 منطقة قابس لم تسلم جثته. 10 لطفي قلاع 6 مارس 1994 منطقة جربة حين عودته من فرنسا. 11 مبروك الزمزمي فيفري 1991. 12 نور الدين العلايمي 10 سبتمبر 1991. 13 اسماعيل خميرة توفي في 10/11/1994 14 عزالدين بن عائشة توفي في 15/02/1994 15 الشاذلي بن حريز توفي في 1994 16 رضا البقجاوي توفي في 1994 17 سحنون الجوهري توفي في 25/01/1995 18 جميل وردة توفي في 1997 19 مبروك الزرن توفي في 6/5/1997 20 عبد القادر الصويعي توفي في 1995 وفايات داخل السجون و قد توفي في إضرابات عن الطعام في السجون التونسية كل من : 21 علي المزوغي توفي في 1997 22 رضا الخميري توفي في 1997 23 عبد الوهاب بوصاع توفي في 2002 كما توفي تحت التعذيب بالسجن المدني 9 أفريل بتونس : 24 السيد المولدي بن عمر جانفي 1992 اضطراب نفسي فانتحار و قد أدى الاختلال الذهني والاضطراب النفسي ببعضهم إلى الانتحار مثلما هو الحال بالنسبة إلى محمد علي فداي الذي ألقى بنفسه من أعلى سور القصبة بمدينة بنزرت سنة 1997 وعبد الرزاق بربرية الذي وجد مشنوقا في منزله بمدينة بنزرت سنة 1997 ولطفي بن عمار العميري الذي وجد مشنوقا في شجرة زيتون بسيدي الظاهر من ولاية نابل و ذلك سنة 1997، والجدير بالذكر أن هؤلاء الثلاثة قد سلطت عليهم أشنع أنواع الضغوطات حتى أن الأخير وهو لطفي العميري حرم بالقوة من اجتياز امتحان دراسي و أصيب باختلال ذهني أدى به إلى الانتحار. سجن وتعذيب فمرض ووفاة وبعد خروج المساجين السياسيين من السجن وبسبب العوز المادي وانعدام التغطية الاجتماعية وافتقادهم لدفتر العلاج وبطاقات الهوية ومن شدة الضغوطات المسلطة عليهم في كسب الرزق والحرمان من الشغل والمضايقة بالمراقبة الإدارية والأمنية تفاقم وضعهم الصحي واشتد بهم المرض وهو ما أدى إلى وفايات مبكرة لكثير منهم مثلما هو الحال بالنسبة إلى: 1- عبد المجيد بن طاهر 2- كمال العزيزي ( 2003) 3- رامي بن عزيزة 7 فيفري 2007 4- لزهر نعمان ( 2000) 5- علي الدريدي أوت 2005 6- مبروك الرياحي ( 2005) 7- شرحبيل العش 15 ماي 2007 8- علي نوير 1998 9- نجاة الماجري 2006 10- جلال الجبالي 28 ماي 2004 11- عبد الجواد عبود 2006 12- لطفي الكثيري 16 أكتوبر 2005 13- لطفي العيدودي 14- محمد الناصر الشارني 15 حسن القنوني 16 عبد الكريم الزرقي 17 يونس النعيمي 1995 18 التيجاني الدريدي 19 الاخضر السديري الذي صدر بشأنه عفو يوم 19 مارس 2002 و لكن بعد فوات الأوان إذ توفي يوم 30 مارس 2002 20- الحبيب الردادي الذي صدر بشأنه عفو يوم 19 مارس 2003 وتوفي يوم 22 مارس 2003 و هو في حالة غيبوبة بالمستشفى . 21 الهاشمي المكي الذي صدر بشأنه عفو يوم 14 مارس 2006 بعد أن استفحل مرضه لمّا كان بالسجن وتوفي يوم 15 جويلية 2006 22 أحمد البوعزيزي توفي في 13 جانفي 2008 23 المنجي العياري توفي في 25 جانفي 2008 24 الطاهر بن محمد بن الطاهر الشادلي توفي في 24 جانفي 2008