استهدفت المقاتلات الغربية أمس مقر اقامة العقيد معمر القذافي في «باب العزيزية» بالعاصمة طرابلس في ضربة اعتبرها المتابعون محاولة لآغتيال القذافي في ما تحدثت مصادر ليبية قريبة من المعارضة المسلحة عن مقتل نجل العقيد خميس القذافي متأثرا بحروق أصيب بها. وأطلقت القوات الدولية صاروخين كروز على مقر اقامة القذافي مصيبة مبنى واقعا على مسافة خمسين مترا من خيمة العقيد التي يستقبل فيها زواره. تحطم المبنى الإداري وأدت الضربة الى تحطم المبنى المكون من ثلاثة طوابق وسوّت أركانه بالأرض. وسمع انفجار الصاروخين كما شوهد دخان كثيف يتصاعد من مبنى الاقامة المترامي الاطراف الذي يضم مقر الاقامة وثكنات عسكرية ومنشآت مدنية. ووصف المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم الهجوم ب «الوحشي» عارضا قطعا من الشظايا التي قال انها من القذائف. وأضاف إبراهيم أن أحدا لم يصب في الهجوم الذي استهدف وفق الرواية الرسمية الليبية مركزا إداريا وأشار الى أن هذا القصف يتعارض مع التصريحات الأمريكية بعدم عزمها مهاجمة مقر إقامة القذافي. وكانت جهات عسكرية أمريكية قد اكدت عدم سعيها من وراء الحظر الجوي، الى الاطاحة بالقذافي ولا تضعه على قائمة أهدافها وسمح لحشود من أنصار القذافي بدخول المجمع كدرع بشري ضد ضربات جوية محتملة مرددين شعارات مناهضة للغرب منها :« يجب ذبح أوباما» في المقابل أكدت قوات التحالف أن الضربة استهدفت مركز القيادة والتحكم للقوات الليبية وقال مسؤول عسكري في الائتلاف الدولي انه «عملا» بقرار مجلس الأمن 1973 فإننا نواصل استهداف مواقع تمثل خطرا مباشرا على الشعب الليبي وتعيق إقامة منطقة حظر جوي. مقتل خميس؟ وفي سياق متصل ذكرت مصادر إعلامية ان خميس القذافي نجل العقيد لقي حتفه الليلة قبل الماضية متأثرا بإصابات جراء مهاجمة أحد الطيارين الليبيين بمقاتلته خميس في باب العزيزية بطرابلس. ونشرت صحيفة ليبيا اليوم «المعارضة أمس خبر مقتل خميس معتبرة أن كتيبته «القتالية وهم 32 تعرضت لهزيمة قاسية في مدينة مصراتة. ووصفت الصحيفة، خميس، باليد الحديدية لنظام معمر القذافي لقمع المتظاهرين الليبيين المطالبين برحيله عن الحكم. طائرات وغارات ميدانيا شنت المقاتلات الأمريكية غارات كثيفة على ليبيا مستهدفة مواقع للدفاعات الجوية الليبية وفق قولها. فقد شنت ثلاث مقاتلات خفية «بي 52» الشبح غارات على مطار قرب مدينة مصراتة. كما استهدفت قواتها الجوية طائرات« أف 15» و«أف16» قوات العقيد. وعلى الرغم من هذه المشاركة فان واشنطن تميل نحو نقل قيادة العملية العسكرية بشكل سريع الى شركائها. وقال رئيس هيئة أركان الجيوش الأمريكية الأميرال مايكل مولن إن القوات الأمريكية واضحة جدا ومحدودة النطاق وتودّ الانتقال الى الخطوط الخلفية والقيام بدعم قوات التحالف. من جهته رجح وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس نقل القيادة الى طرف من الأطراف المشاركة خلال الايام المقبلة. وقال ان واشنطن قد تقدم دعما لوجستيا بواسطة طائرات التموين وطائرات الحرب الإلكترونية واعتبرت وزارة الدفاع الامريكية «البنتاغون» ان الضربة العسكرية التي قادتها الولاياتالمتحدة ضد الحكومة الليبية نجحت في تمزيق وتشتيت قوات العقيد التي تعيش حالة من العزلة والتشويش. ميدانيا أعاد الثوار سيطرتهم على مدينة «أجدابيا» شرق ليبيا عقب قصف قوات التحالف لكتائب القذافي المتمركزة فيها. كما أغارت قوات التحالف أمس على الكتائب الأمنية التي تموقعت بين مدينتي «البريقة» و«أجدابيا» من جهتها قصفت القوات الأمنية منطقة «الزنتان» والقلعة الواقعة شرق الجبل الغربي. واستخدمت القوات الدبابات وراجمات الصواريخ عقب وصول إمدادات عسكرية ثقيلة لها وفي مصراتة أفاد متحدث باسم الثوار بأن الكتائب الأمنية تحضر مدنيين من بلدات مجاورة للمدينة لاستخدامهم دروعا بشرية وتجبرهم على رفع العلم الأخضر حسب قوله. وأضاف أن عناصر تابعة للعقيد ترتدي ملابس مدنية موجودة وسط مصراتة مؤكدا أنها محاصرة عسكريا وتموينيا منذ أيام عديدة وأشار الى أن مستشفى مصراتة تعرض للقصف وأوضح ان المعارك أدت الى مقتل 7 أشخاص على الاقل.