٭ تونس «الشروق»: ارتبط اسم عاطف بن حسين بمسلسل «مكتوب» ودور «شوكو» الذي ظل لأشهر حديث الشارع التونسي كما ارتبط بشركة «كاكتيس» منتجة العمل التي أثير ويثار الكثير حول ملكيتها. «أنتوكس» هو عنوان المسرحية الجديدة لعاطف بن حسين الذي لم تلق مسرحيته الأولى الكثير من النجاح. «الشروق» التقته في هذا الحوار. ٭ لماذا اخترت مدينة القصرين لتقديم العرض الأول لمسرحية «أنتوكس»؟ اخترت مدينة القصرين كتحية لمدينة قدّمت شهداء من أجل الثورة يضاف الى ذلك ان لي علاقة شخصية خاصة مع مدينة سبيطلة التي درست فيها في المرحلة الثانوية كما أننا فكرنا مع شركة الانتاج في خلق تقاليد جديدة والبحث عن مركزية ثقافية. ٭ ال «وان مان شو» هل كانت اختيارا منك؟ لا، قبلت الفكرة بكثير من التردد فلو خيّرت بين المسرح الفردي والمسرح الجماعي لاخترت المسرح الجماعي لكن طرافة الموضوع أغرتني بقبول التجربة. وفي الحقيقة لدينا ثلاثة مشاريع مترابطة عرضتها على معز الغديري وفؤاد ليتيم وسيكون الجزء الثاني فؤاد ليتيم على الركح والثالث أنا وفؤاد على الركح. ٭ هذا المشروع ألم يكن في الاصل مع حسام الساحلي؟ نعم كان هناك مشروع مع حسام الساحلي لكن الالتزامات غيّرت المعطيات. ٭ سبق ان قدّمت عملا مع نفس الشركة كان مصحوبا بحملة إشهارية كبيرة لكن «غلطة مطبعية» فشلت، لماذا؟ نعم ارتكبنا أخطاء في «غلطة مطبعية» وهي عمل مسرحي ليس موجها للجمهور العادي لكن لم يسوّق العمل بالقدر الكافي لان المتفرج كان ينتظر شيئا يتماشى مع ما توقعه فوجد عملا آخر نخبوي شيء ما ومن الصعب ان تغيّر عقلية المتفرج لأن الجمهور يصنّفك في صورة معيّنة وعندما لا يجدها يخيب ظنه وانتظاره. ٭ ألا يعني هذا ان الجمهور أحيانا يتحوّل الى سجن؟ الجمهور لا يرغب في محو الصورة التي يحملها عنك فيتحول الى سجن أحيانا فبين الممثل والجمهور علاقة غريبة شارلي شابلن عندما نطق رفضه الجمهور وهذا ليس المثال الوحيد. ٭ مسلسل «كاستينغ» الا ترى انه فشل ايضا؟ مسلسل «مكتوب» كان وراء فشل «كاستينغ» عندما تجمع نفس العناصر يجب ان تقدّم ما ينتظر الجمهور حسب صورة مسبقة يحملها عنك وعندما لا يجدها يتخلى عن المشاهدة يضاف الى ذلك ان الموضوع كان نخبويا فموضوع المسلسل لم يكن شعبيا بالمرة لأن كواليس الأعمال الفنية ومعاناة الممثل لا تعني المتفرج العادي أعتقد ان ما حدث مع مسلسل «كاستينغ» هو نفس ما حدث مع مسرحية «غلطة مطبعية». ٭ قيل الكثير عن علاقتك بشركة «كاكتيس» كيف كانت العلاقة؟ علاقتي كانت عادية بمعنى علاقة ممثل محترف بشركة انتاج وعملت معهم وفق هذه العقلية ولا تنسى أني عملت مع «كاكتيس» بعد ان رفضت العمل مع التلفزة طيلة عشر سنوات ولا يوجد شيء أكثر من هذا في علاقتي بالشركة. بالنسبة الى سامي الفهري كنت قريبا منه بحكم وجودي في فريق الاخراج وفريق إدارة الممثلين وقد كان التعامل وفق الضوابط المهنية ولم تكن لنا علاقات خاصة. ٭ وبلحسن الطرابلسي؟ لا أعرفه، أسمع باسمه مثل كل التونسيين ولم ألتقه في حياتي بالمرة ولا اعرف صورته الا في الصحف بعد 14 جانفي خاصة. ٭ كيف ترى حضورك في السينما التونسية قياسا بالتلفزة والمسرح؟ عملت مع نصر الدين السهيلي وهو صديق عزيز وقد عملت معه مجانا لأنه صديقي ولأن العلاقات الانسانية هي الاصل وأنا أعتزّ بتجربتي معه، كان لي ايضا مشروع شريط سينمائي مع ابراهيم لطيف لكنه أجّل التصوير. ٭ أي ثقافة ممكنة لما بعد ثورة 14 جانفي؟ الثقافة هي خير ضامن لاستمرار روح الثورة ومبادئها وقيمها ودون مشروع ثقافي يكرّس الحرية والديمقراطية والاختلاف والعدالة الاجتماعية والجهوية ستبقى الثورة مجرد شعارات وستعود الدكتاتورية بلون آخر ربما. ما يزعجني أنني لم أشاهد السياسيين في التلفزة يتحدثون عن الثقافة في مشروعهم السياسي وهذا لابدّ من تجاوزه ولابدّ ان تكون للاحزاب السياسية رؤية ثقافية كما ان المبدعين مطالبون بأن تكون لهم رؤى وأطروحات حول الثقافة ومستقبلها.