بعد أن عمّت الفوضى كل مكان سيارات مركونة فوق الأرصفة وأخرى في أماكن ممنوعة وعلى 3 صفوف تعود الرافعة أو «الشنقال» من جديد للحدّ من ظاهرة اللامبالاة والفوضى في الأرصفة والطرقات. هذا الاجراء الذي اتخذته بلدية تونس مساء أمس الأول والمتمثل في عودة الشنقال بعد أشهر من الانقطاع عن العمل لقي كل الترحاب والتشجيع من المواطنين من جهة ومن عمال الحجز البلدي من جهة أخرى. الفوضى التي شهدتها طرقات العاصمة خلال هذه الفترة لم يباركها أحد حتى هؤلاء الذين كانوا ضد ما يسمى ب«الشنقال» تغيّرت فكرتهم وأصبحوا يطالبون بعودته للحدّ من الاكتظاظ والخضوع للقانون ويقول السيد أحمد إن «الشنقال» ضروري لأن المواطن التونسي تنقصه ثقافة التنظيم والخضوع للقانون دون ردع حسب تعبيره وبالرغم من أن الناقلة ضيّقت الخناق على أصحاب السيارات في فترة ما إلا أن اليوم أصبح هؤلاء يطالبون ب«الشنقال» حتى يعود التنظيم لشوارع العاصمة بعد أن أصبحت خليطا من السيارات المركونة في كل مكان وفي كل اتجاه دون احترام الاشارات التي تحمل علامة المنع. وفي نفس الاطار أكد السيد منصف بن يحيى أن «الشنقال» ضروري لتنظيم شوارع المدينة لكن المواطن هو الضحية فمن ناحية هناك نقص كبير في عدد مآوى السيارات ومن ناحية أخرى عندما تضع سيارتك في الشارع يحملها «الشنقال» وتتكبّد خطية ب29 دينارا من أين للمواطن التونسي هذا المبلغ؟! على حدّ تعبير السيدة أحلام «لا بدّ من تخفيض هذا المعلوم والتخفيف من حملات «الشنقال» في الشوارع». السيد محمد الناصر يوافقها الرأي في تخفيض معلوم خطية «الشنقال» مضيفا أن كل تونسي يريد أن يرى مدينته منظمة ونظيفة وخاصة العاصمة بالذات لكن في نفس الوقت لا بدّ من مراعاة الظروف الاجتماعية للمواطنين، فأحيانا يصل بالبعض ممّن ترفع سياراتهم الى اقتراض هذا المبلغ حتى يمكّنوه من سيارته وهو ما يؤكد عدم قدرة التونسي على تسديد هذا المبلغ لأنه مرتفع على حدّ تعبير السيد محمد الناصر. عودة الى العمل ومن جهة أخرى عبّر أعوان الحجز البلدي بالعاصمة على سعادتهم وابتهاجهم بعودتهم الى العمل بعد أشهر من البطالة مؤكدين أن هذه العودة جاءت بطلب من المواطنين الذين عاشوا الفوضى خلال هذه الفترة التي انقطع فيها «الشنقال» عن العمل. وأكد هؤلاء الأعوان أن غياب الشنقال أحدث فوضى في البلاد وأضافوا أن بعض المواطنين عمدوا الى إزالة اللافتات التي تحمل علامة الحجز البلدي ومنع الوقوف حتى يتسنّى لهم ركن سياراتهم في تلك الأماكن وهو ما أجبر الأعوان الى إعادة تركيب تلك اللافتات من جديد حسب ما صرّح به البعض منهم. وفي نفس السياق أكد هؤلاء أن «الشنقال» «لا يمثل المشكل بل هو الحل في إعادة التنظيم الى المدينة ولعلّ ما شهدته البلاد من فوضى في الطرقات والأرصفة في غياب الشنقال خير دليل على ذلك..» على حدّ تعبيرهم. وأضافوا أن من يحترم القانون ويضع سيارته في المكان المخصّص لها لن يتعرّض له «الشنقال». هكذا إذن يعود «الشنقال» من جديد بين مؤيّد لعودة التنظيم للبلاد ورافض للخطية الباهظة التي أضنت المواطنين.