ما زالت قضية الصحفي لطفي المسعودي صحفي بقناة «الجزيرة» المحتجز بليبيا منذ أيام، تطفو على سطح الأحداث وتسترعي الاهتمام، ليس من والديه وأقاربه فقط، بل من قبل المجتمع الدولي والوسط الإعلامي الى جانب متابعة الجماهير من معتمدية العلا (القيروان) مسقط رأس الصحفي لطفي ومختلف الجهات، وقد تم الى غاية أمس الخميس 24 مارس بحسب مصادر رسمية التوصل الى اتفاق يفضي الى إطلاق سراحه رفقة زملائه. وقد ادخل هذا الخبر على قلوب أسرته فرحة كبرى في انتظار الخبر اليقين... وفي انتظار الفرحة الكبرى...وهي ان تحضن الوالدة وليدها أو تسمع صوته. «الشروق» تحولت الى منزل والدي الصحفي لطفي المسعودي بمعتمدية العلا (القيروان) وتابعت لحظات قلق وخوف الوالدين ورصدت مشاعر الانتظار بعد تلقيهم خبر إطلاق سراح ابنها ومشاعر الفرح...والترقب. صباح امس الخميس في منزل والدي الصحفي لطفي المسعودي بمدينة العلا من ولاية القيروان تجمع العشرات من الجيران والأقارب يواصلون تضامنهم والتفافهم حول أسرة الصحفي وساندوها في فاجعة اعتقال ابنها من قبل السلطات الليبية. خيوط الشمس هناك تغيرت سمات الوجوه وتوزعت البشرى والابتسامة بين الجميع بعد مظاهر الوجوم والحزن. في هذه اللحظات، امتزجت الدموع بين الأفراد بالعناق وتبادل قبل التهاني. واختلطت دموع الفرح بآثار دموع الفاجعة المرسومة على وجه الوالدة غزالة والوالد محمد. تترقب الوالدة عودة ابنها ويتحرك الوالد خارج المنزل بينما لم يتوقف رنين الهاتف القار والجوال بين سائل عن آخر الأخبار ومهنئ. الوالدة غزالة، دموع فاجعة احتجاز ابنها تركت في وجهها آثارها، لتضاف اليها دموع الفرح. وأكدت انها تلقت مساء أول أمس حوالي الساعة السابعة مساء خبرا يفيد اقتراب اطلاق سراح ابنها. وأضافت ان الخبر اكده لها مباشرة عبر الهاتف سعادة سفير تونس في ليبيا قبل ان تشاهد نفس المسؤول يعلم عن ذلك رسميا في وسائل الإعلام الوطنية وغيرها. تهاني الفرح «الحمد لله انها فرحة لا توصف»، تقول الوالدة مؤكدة ان دعاءها بنصرة ابنها وعودته سالما استجاب له اللّه. لكنها أكدت ان فرحتها الكبرى لن تكتمل الا عندما تستمع الى صوت ابنها في الهاتف مؤكدة انها تميزه من آلاف الأصوات او عندما تحتضنه. وقالت ان الخبر اذهب عنها الحزن وجعلها تنام مطمئنة ومتيقنة من رحمة السماء. مضيفة انها تنتظر ان تحضن ابنها لتكون فرحتها الكبرى. وأكدت ايناس شقيقة لطفي المسعودي ان الخبر بعث الأمل في نفوسهم واخرج الوالدين وجميع الأقارب من دوامة الخوف والهلع التي عاشوا عليها خلال أيام طويلة. وأكدت أنهم يواصلون متابعة اخر الاخبار في انتظار مشاهدة شقيقها او سماع صوته عبر الهاتف. واضافت ان الجيران والاقارب جاؤوا للتهنئة وانهم ينتظرون قدومه في أقرب وقت. في منزل الوالدين بمدينة العلا، حضر عشرات الأهالي من الجيران والاقارب والاصدقاء جلبتهم أصوات الزغاريد. وجاؤوا يقدمون التهاني باطلاق سراح «ابنهم» لطفي كما حضرت عدة وسائل اعلام لتغطية الحدث وكانت «الشروق» من بينها. على أحر من الجمر 19 يوما مرت على اعتقال الصحفي لطفي المسعودي ضمن طاقم قناة «الجزيرة»، من قبل السلطات الليبية، لكنها كانت أعسر وأصعب فترة يقضيها افراد عائلته. زوجته في قطر التي احتفت بعيد ميلاد ابنها محمد خليل (عمره سنتان) لم يحضره لطفي ونقلته قناة «الجزيرة» ليشاهده أفراد اسرة لطفي في العلا بشغف مشوب بالحزن والقلق ومرفوق بالأمنيات والأدعية ان يفك أسره وان يطلق سراحه ليعود الى اهله في أقرب وقت. يوم 23 مارس هو يوم عيد ميلاد نجل الصحفي لطفي المسعودي وهو يوم إعلان التوصل الى اتفاق يفضي إلى اطلاق سراحه ليكون هذا اليوم يوم ولادة جديدة للطفي ويوم الفرحة الكبرى لاسرته التي انقطعت عن النوم الى الأرق وعن الطعام الى البكاء. كانت الوالدة غزالة تتابع اخبار ابنها بشكل يومي ولصيق والبحث عن خيط أمل حسب قولها. تنتظر على احر من الجمر. لكن قلبها في هذه المرحلة كان ينبئها بخبر سار. لم تفقد الامل ولم تفقد الثقة بالأقدار ولم تنقطع عن الصلاة والدعاء. وأكدت ان خبر إطلاق سراح ابنها بلغها وهي في صلاة فقامت بصلاة الشكر. حالة من الترقب والانتظار ومشاعر فياضة ودعاء وعبارات شكر وفضل لمن في الارض ومن في السماء. وقد توجهت الوالدة غزالة بالشكر والامتنان الى جيرانها وأقربائها وإلى أبناء معتمدية العلا الذين ساندوها وتضامنوا معها. وتوجهت بالشكر الى «رجال» تونس الأحرار حسب وصفها من المواطنين العاديين والمسؤولين من رئيس الدولة المؤقت ورئيس الحكومة والسفير وغيرهم كما توجهت بالشكر الى وسائل الإعلام وخصت السبق لقناة «الجزيرة» معتبرة ان الصحفيين الذين زاروها هم مثل ابنها لطفي وانها كانت ترى صورته في وجوههم. لكنها توجهت باللوم الى عدة قنوات تلفزية لعدم تبنيها قضية ابنها او زيارتهم في منزلهم بالعلا. واكدت الوالدة غزالة ان ابنها لطفي كان يمارس واجبه الصحفي وكان ينقل الحقيقة وليس مواليا لاي طرف على حساب آخر. عرس العودة الى ظهر امس الخميس. كان الجميع يترقب في انتظار اللحظة الحاسمة والخبر اليقين وفي انتظار الوالدين ان يحضنا ابنهما. انتظار قلق من قبل الوالدة التي انهكها الانتظار وجعلها قوية صامدة حتى وهي تتلقى خبر اطلاق سراح ابنها المحتجز منذ 19 يوما، قوية صامدة وتؤكد انها لا تصدق الا عندما تحتضن ابنها وتأبى اطلاق الزغاريد الا باليقين ومعانقة ابنها. وقد يكون من حق هذه الوالدة التي عاشت لحظات عصيبة ان لا يخفق قلبها الذي عاش لحظات من القلق، الا على خبر يقين. وقد وعد أهل لطفي بإقامة عرس كبير وحفل ضخم إكراما لابنها وهدية لأبناء معتمدية العلا التي سلط عليها الضوء من خلال قضية لطفي المسعودي، وليكون لهذا الصحفي الفضل وإن بشكل غير مباشر في التعريف بمعتمدية العلا المنسية والمهمشة، فيقدم لها خدمة من خلال تعريض نفسه للخطر من أجل الحقيقة.