باقتراح من الباجي قائد السبسي الوزير الأول، قرر رئيس الجمهورية المؤقت فؤاد المبزع إجراء تحوير جزئي على الحكومة تم بمقتضاه تعيين الحبيب الصيد وزيرا للداخلية. تونس (الشروق): لعلها المفاجأة الأولى لحكومة قائد السبسي المؤقتة فتغيير وزير الداخلية السيد فرحات الراجحي بعد أقل من شهر من تولي الوزير الأول مسؤولياته أتى على خلاف ما تجري به رياح رغبة الشارع التونسي فالسيد الراجحي نجح منذ ظهوره على التلفزة التونسية في استقطاب التعاطف العام والنفاذ الى قلوب الجماهير بفضل الخطاب المباشر الذي توخاه والذي وان تميز بتلقائية كبيرة وتواضع حقيقي فانه لم يخل من نفس شعبوي قد يكون الوزير السابق قد تعمد إبرازه بحثا عن شعبية سهلة ومجاراة لما اشتهاه المتفرجون آنذاك وقد ساعد السيد الراجحي على اكتساب هذه الشعبية السريعة عناصر عديدة من أهمها ميقات تسميته التي عقبت استقالة إقالة ؟ السيد أحمد فريعة الوزير المخضرم الذي دفع «كاش» ثمن بروزه في مظهر الوزير الصارم في ظرف كان يستدعي تلطفا أكثر وتعاطفا ارقى حتى وان كانت بدلة الداخلية قاتمة بالطبيعة. كما أن الاستقلالية المعلنة للسيد فرحات وعدم انتمائه خلافا لسلفه السيد فريعة للتجمع المنحل والذي أصبح يجسم ويجسد كل مساوئ العهد السابق قد ساعد على انتشار شعبية وزير الداخلية السابق وهو أمر خارق في تونس والعالم إذ غالبا ما يكون وزير الداخلية شخصية تتحرك خارج دائرة الضوء وتفضل التحفظ على الرأي ولا تعاشر أهل الصحافة الا قليلا او بصعوبة او عبر وسائط. هل دفع السيد الراجحي ثمن شعبيته السريعة أم هل اقتنع ان ايمانه العميق ب«الشفاقية التامة» لا يتماشى ومقتضيات وزارة الداخلية؟ كثيرون هم الذين يعتقدون ان للسيد الراجحي مسؤولية واضحة في ما جدّ من أحداث وصل بعضها حد الشغب والعنف نتيجة ما أبداه من تردد في تسمية بعض الولاة التي كان من المفروض ان تتم على أساس كبير من التحري والدقة اعتبارا لما لمسؤولية الوالي من أهمية وخطورة. لقد كانت «قابلية» السيد فرحات الراجحي لدى الجماهير أبرز صفاته لكنها لم تكن في موضعها في المبنى البني لشارع الحبيب بورقيبة ولعلها هي التي سببت ابتعاده ابعاده؟ عن وزارة الداخلية فكم من مزية في غير موضعها تصير سيئة. ومهما يكن من أمر وسبب وراء تغيير وزير الداخلية فإن الثابت ان السيد قائد السبسي قد وضع علامة جديدة على طريق ما يؤكد على تسميته ب«هيبة الدولة».