قتل أمس والليلة قبل الماضية 9 جنود امريكيين على الاقل وجرح 27 آخرون في هجوم بسيارة مفخخة قرب الفلوجة وفي قصف استهدف قاعدة لقوات الاحتلال شمالي بغداد. وتعرضت القوات الامريكية لهذه «الصفعة» الجديدة في سياق رد المقاومة العراقية على العدوان الذي تتعرض له المدن والبلدان العراقية والذي يوقع عددا كبيرا من الشهداء والجرحى يوميا. وثأرت امس المقاومة العراقية لضحايا القصف الامريكي المتكرر لمدينة الفلوجة حين تمكنت من ضرب قافلة امريكية غير بعيد عن المدينة، بواسطة سيارة مفخخة. صفعة مؤلمة واعترف الجيش الامريكي بمصرع 7 من افراد مشاة البحرية (المارينز) واصابة ما لا يقل عن 8 آخرين في هذا التفجير الذي حدث في منطقة الصقلاوية التي تبعد عن الفلوجة مسافة 15 كيلومترا تقريبا. كما لقي 3 من افراد «الحرس الوطني» العراقي مصرعهم في هذا الهجوم النوعي حسب ما جاء في بيان الجيش الامريكي. وأدّى انفجار السيارة المفخخة التي كانت متوقفة على الارجح على احد جانبي الطريق في منطقة الصقلاوية الزراعية الواقعة الى الشمال الشرقي من الفلوجة، الى تدمير عربتي «همفى» كانتا ضمن قافلة مؤلفة من عديد الاليات. وقال شهود حضروا الى موقع الهجوم انهم شاهدوا آليتين تحترقان فيما قامت مروحية او اكثر بنقل القتلى والجرحى من الموقع الذي انتشر فيه نحو 100 جندي امريكي. وبعد الانفجار مباشرة اطلق جنود الاحتلال النار في مختلف الاتجاهات مما أدى الى اصابة 4 عراقيين هم سائق سيارة اجرة ورجل وامرأة وطفلهما. واحتل جنود امريكيون اسطح بعض المنازل القريبة من مكان الهجوم الى حين قدوم التعزيزات والمروحيات. وذكرت تقارير أن المقاومة تمكنت امس من اسقاط مروحيتي «كوبرا» و»شينوك» في منطقة الصقلاوية في حين ذكرت اخرى أن مروحية امريكية من نوع «كوبرا» اسقطت في وقت سابق في مدينة «تلعفر» قرب الموصل. وفي وقت لاحق تمكن المقاومون في الفلوجة من اسقاط طائرة استطلاع امريكية وعرضوا حطامها على متن شاحنة جابت شوارع المدينة. وأقر الجيش الامريكي امس ايضا بمصرع اثنين من جنوده حين قصف مقاومون عراقيون الليلة قبل الماضية بمدفعية الهاون قاعدة لقوات الاحتلال شمالي بغداد. وجرح في هذا الهجوم ايضا 16 جنديا امريكيا. وكان جندي امريكي آخر قد اصيب اول امس في انفجار سيارة مفخخة لدى مرور قافلة عسكرية قرب قاعدة امريكية في منطقة «الدجيل» شمالي بغداد، فيما جرح أمس 3 جنود امريكيين في انفجار عبوة ناسفة شرقي بغداد. والى الجنوب من بغداد سقط حوالي 20 شهيدا عراقيا في قصف جوي امريكي لقرية «الفخيرية» وفق ما اوردته قناة «الجزيرة» القطرية. وفي بغداد ذاتها جرح عديد العراقيين في حين احترقت سيارة واحدة على الاقل بنيران امريكية بينما استشهد طفل عراقي في منطقة «أبو غريب» اثر سقوط صاروخ امريكي وسط اطفال كانوا يلهون بالكرة. وفي منطقة الاعظمية قتل عراقي وجرح 7 تقريبا حين سقطت قذيفة هاون داخل الحي. وفي اللطيفية جنوبي بغداد لا تزال الحملة التي تشنها القوات الامريكية والوحدات الامريكية المتعاونة معها متواصلة منذ نهاية الاسبوع الماضي. ومنذ بدء الحملة قتل 15 على الاقل من افراد الشرطة و»الحرس الوطني» العراقيان وجرح 30 آخرون على الاقل حسب ما ذكرته امس مصادر امنية عراقية. وتحدثت المصادر ذاتها عن اعتقال حوالي 500 عراقي في هذه البلدة التي تعد من اهم معاقل المقاومة في منطقة بغداد. والى الشمال من بغداد تواصلت امس سيطرة عناصر المقاومة علي مدينة «تلعفر» القريبة من الموصل بعد المعارك الضارية التي وقعت في نهاية الاسبوع الماضي. ويسيطر المقاتلون تماما على الشوارع فيما تسمع اصوات اطلاق نار متقطع. وفي مدينة الموصل نفسها اشتبك امس افراد المقاومة العراقية مع القوات الامريكية في حيين اثنين. وفي كركوك نفذت قوات الاحتلال والقوات العراقية المتعاونة معها حملة مداهمات افضت الى اعتقال اكثر من 30 شخصا من انصار مقتدى الصدر. وفي كركوك ايضا اعتقلت قوات الاحتلال والاجهزة العراقية مسؤولا امنيا سابقا في سامراء يدعى سرحان احمد خلف. أما في محيط بعقوبة الواقعة شمال شرقي بغداد فقد قتل امس احد عناصر «الحرس الوطني» العراقي في حين جرح 3 اخرون في هجوم على موكبهم في منطقة «الغالبية». توتر واتهامات وفي النجف تجدد امس التوتر في المدينة بعدما حاصرت وحدات عراقية مكتب الصدر بدعوى التفتيش عن السلاح. وبالتوازي مع هذا الحصار تظاهر المئات من المناهظين للصدر (والمؤيدين لحركات شيعية اخرى) في البلدة القديمة تحت حماية الشرطة. وانسحبت الوحدات العراقية من محيط مكتب الصدر القريب من مرقد الامام على بعد تدخل المرجع الشيعي علي السيستاني الذي اجتمع امس حسب مصادر محلية مع كل من عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ومحافظ النجف عدنان الزرفي بحضور مقتدى الصدر. ووصف اوس الخفاجي ممثل الصدر في الناصرية محاولة اقتحام مكتب الصدر في البلدة القديمة بالنجف بالحلقة الجديدة من حلقات التآمر لاستفزاز التيار الصدري وافتعال الازمات. وللمرة الاولى منذ 20 سنة تقريبا ظهر السيستاني بين جمهور المصلين في مرقد الامام علي بمناسبة صلاة فجر امس الاثنين.