ارتفعت أمس حصيلة الخسائر الأمريكية منذ مساء الأحد الماضي الى 15 قتيلا على الأقل بسقوط عسكريين آخرين في هجمات للمقاومة العراقية في بغداد ومحيطها... وفي بغداد تحديدا تواصلت أمس المواجهات العنيفة بين القوات الأمريكية وأنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مخلفة منذ أول أمس 40 شهيدا على الأقل وأكثر من 170 جريحا. ودفعت القوات الأمريكية ثمن اعتداءاتها على المدن والبلدات والقرى العراقية مزيدا من القتلى في اطار هجمات جريئة للمقاومة العراقية التي كانت قد كبدت أول أمس الأمريكيين 7 قتلى و8 جرحى دفعة واحدة قرب الفلوجة. خسائر ثقيلة وأقر الجيش الأمريكي بمصرع من جنوده أمس وأول أمس في بغداد ومحيطها خلال عمليات نفذها المقاومون ضد القوافل والدوريات الأمريكية. وقتل الجنود الأربعة بعد تفجير عبوات ناسفة أو خلال هجمات بالقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة. وقتل الجندي الخامس صباح أمس في كمين نصبه مقاومون عراقيون لقوة أمريكية متوغلة في هذا الحي الذي يعد المعقل الرئيسي للتيار الصدري وأعلن الجيش الأمريكي أن جنديا آخر قتل أمس في هجوم للمقاومة بالأسلحة الخفيفة قرب مدينة «بلد» شمال بغداد. وفي بغداد أيضا دمر أمس رجال المقاومة ثلاث شاحنات تنقل وقودا للجيش الأمريكي. وأطلق مقاومون قذائف «آر.بي.جي» على القافلة فدمروا الشاحنات الثلاث ثم قامت القوات الأمريكية بسحب الشاحنات وكانت لا تزال تحترق مما أدى الى اشتعال النار في شاحنة رابعة مخصصة لنقل الآليات. وفي حي العدل الواقع في القسم الغربي من العاصمة العراقية نجا أمس محافظ بغداد علي الحيدري من هجوم بواسطة سيارة مفخخة أوقع قتيلين. وفي الوقت ذاته تقريبا اغتيل مساعد مدير مستشفى برصاص مجهولين وبعد العملية الناجحة التي أسفرت عن مصرع من أفراد ال»مارينز» وجرح آخرين في منطقة الصقلاوية وقصف الطيران لأمريكي حيين في مدينة الفلوجة القريبة. وزعم أمس متحدث أمريكي أن القصف أدى الى تدمير مدفع مضاد للطائرات وهي الذريعة نفسها التي استخدمت لتبرير غارات سابقة. وكان عشرات السكان قد احتفلوا أول أمس في شوارع الفلوجة اثر اسقاط طائرة تجسس أمريكية بلا طيار كانت ترصد تحرك عناصر المقاومة داخل المدينة. وبعد غارات الليلة قبل الماضية قصفت أمس الدبابات الأمريكية مجددا حي الشهداء جنوبي المدينة وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية. والى الشمال من بغداد قصفت المقاومة العراقية القاعدة الأمريكية في مطار كركوك بمدفعية الهاون وفق ما أكدته الشرطة المحلية التي أشارت الى انطلاق صفارات الانذار وتصاعد أعمدة الدخان من المطار. وفي سامراء كان مسلحون قد اغتالوا أول أمس زعيم عشيرة محلي وابنه بسبب تعاونهما مع قوات الاحتلال. وقتل أمس نجل محافظ نينوي (مركزها مدينة الموصل) بعد تعرض لاطلاق النار من مسلحين في حي الثورة غربي الموصل. وجرح صباح أمس اثنان من خبراء معالجة المتفجرات في بعقوبة بينما كانا يحاولان تفكيك عبوة ناسفة. مواجهات ضارية وشهداء بالعشرات وفي مدينة الصدر ببغداد تواصلت أمس المواجهات العنيفة بين مقاتلي جيش المهدي وبين القوات الأمريكية التي نشرت عددا من الدبابات والمدرعات في الشارع الرئيسي وتعرض الحي لقصف من الجو والبر مما أسفر الى جانب القتال الميداني عن سقوط ما لا يقل عن 40 شهيدا وأكثر من 170 جريحا زيادة على مصرع العسكري الأمريكي الذي أشار اليه متحدث باسم قوات الاحتلال. وقاوم أنصار الصدر ببسالة القوات الأمريكية التي كانت قد توغلت منذ مساء أول أمس في الحي بهدف نزع أسلحة المقاتلين. واستخدم أنصار الصدر في المواجهات التي تواصلت الى غاية بعد عصر أمس على الأقل القاذفات الصاروخية ومدفعية الهاون والعبوات الناسفة زيادة على الرشاشات. وأعلن الشيخ نعيم الكعبي ممثل مقتدى الصدر في الحي أن 18 من أفراد جيش المهدي قد استشهدوا في المواجهات الجديدة بينما جرح 62 آخرون وهو ما يعني أن بقية الشهداء من المدنيين. وكان الصدر قد دعا الى الهدنة في مدينة الصدر ببغداد لكن الأمريكيين عجلوا بنقضها بدعوى نزع سلاح جيش المهدي.