الحب والخوف من العنوسة والطمع أحيانا يقود الفتاة الى قبول الزواج غير المتكافئ، فتنطلق شرارة الخلافات بين الزوجين بمجرد انتهاء شهر العسل، أو ربما تواصلت الحياة مستقرة ودون منغصات. فرضيتان يمكن أن تعيشهما الفتاة التي اختارت زواجا غير متكافئ. «الشروق» طرقت الابواب المغلقة لتكتشف قصصا وحكايات ابطالها الفرح والندم والرضاء بالمكتوب فساقت لكم هذه الحكايات من صميم الواقع. منية (اطار بمؤسسة حكومية) متزوجة من صاحب دكان لبيع مواد غذائية جمعهما حب جارف منذ عشر سنوات وظل هذا الحب يلازم قلبيهما وينمو مع الأيام ليثمر ابنين يعيشان في رغد من العيش في ظل ابويهما المتحابين. وتقول منية: لقد كان الحب والتفاهم والانسجام عنوانا لحياتنا معا فقد اخترته رغم فارق المستوى التعليمي بيننا ليكون زوجي ورفيق دربي رغم معارضة العائلة التي اعتبرت زواجي من شخص لم يتحصل حتى على الباكالوريا في حين احرزت أنا على شهادة المرحلة الثالثة في اختصاص المحاسبة مهانة للعائلة بل أصبح زواجي من هذا الرجل مدعاة لنقمة عائلتي علي وفي النهاية وافقت على مضض على هذا الزواج، والحمد لله ان سعادتي مع زوجي وحسن معاملته لي ولأهلي جعلتني استردّ ثقة أهلي بي وأعيش حياة خالية من المشاكل. **ندم وألم اذا كانت منية قد نجحت بامتياز في زواجها اللامتكافئ ماديا وتعليميا فان العديد من النساء اصبحن محاصرات بالندم والألم جراء ارتباطهن بأزواج أقل منهن في المستوى الثقافي والاجتماعي والمادي. منيرة واحدة ممن وضعها القدر أمام رجل شديد الوسامة ذو هيبة ووقار لكنه شبه أمي وتقول منيرة، كنت طالبة جامعية انتمي الى عائلة متوسطة الدخل لا تقوى على توفير كل متطلبات ابنائها، فدخل هذا السيد الذي ناهز الاربعين سنة حياتنا دون استئذان عن طريق مصادقته لوالدي وأخذ ينفق علينا بلا حساب وخصني برعاية خاصة حتى طلب يدي من والدي فوجدني مجبرة على الموافقة على طلبه رغم غياب مشاعر الحب تجاهه وحتى هذا الحب أبى أن يأتي ليخلصني من ألم الفراغ والوحدة التي اعيشها رغم انجابي منه ورغم «البحبوحة» المادية التي احياها فزوجي عاجز عن التواصل معي فكريا وزوجيا فهو لا يفهم من الدنيا سوى المال والبيع والشراء. وتضيف احساسي بالألم لم يدفعني لطلب الطلاق لانني لا أستطيع هدم مستقبل عائلتي التي تحسنت وضعيتها كثيرا بعد زواجي. زينة لها قصة أخرى مع الزواج الذي لا تتوفر فيه شروط النجاح ولكنها خاضته بكل اندفاع في البداية وانتهت الى الندم والضياع بعد ان وصل الامر بها الى الطلاق، وتسرد زينة قصتها قائلة: تجاوزت الخامسة والثلاثين ولم أتزوج لا لأنني افتقد الى المواصفات التي يطلبها أي رجل من الفتاة التي سيتزوجها ولكن لقلة حظي في هذه الدنيا التي ابتسمت لي متأخرة لكنها سرعان ما تراجعت لتغرقني في بحر من الألم والندم والضياع نعم الضياع، فقد صممت منذ عشر سنوات على الزواج من أوّل من يطلب يدي كيف لا أفكر في هذا الامر وانا أرى نفسي وحيدة بعدما غادروالدي الدنيا وتركني لا أنيس لي ولا رفيق، فكان أن أبدى لي رجل ناهز الاربعين من عمره اعجابه بي ورغبته في الزواج مني فوافقت مباشرة رغم الفارق الجلي بيننا فهو شبه عاطل عن العمل يقتات من عمله في الحضائر وأنا موظفة باحدى الشركات فتزوجنا واستمر زواجنا سنتين عمل زوجي خلال هذه الفترة على بيع أملاكي الواحدة تلو الاخرى الى ان تركني مفلسة واعلمني انه يريد طلاقي مع العلم انني أكبره سنا بدعوى انني متكبرة وأنانية وانتهيت الى الطلاق وبين احضاني طفلة لم تتجاوز العام من عمرها. **تفاهم عادة ما يكون الحب هو العمود الفقري للحياة الزوجية والحصن المنيع الذي يحمي العلاقة الزوجية من الانهيار والاندثار حتى اذا كانت هناك فوارق بين الطرفين باختلاف أنواعها. وسيلة تؤيد هذا الرأي وتقول ان حبي لزوجي هو الذي جعلني اتغاضى عن تدني مستواه التعليمي، فقد تربينا سويا وكبرنا وكبر الحب داخلنا لكن زوجي انقطع عن التعليم لظروف المّت به في حين واصلت تعليمي وتحصلت على الإجازة وتقدم لخطبتي فلم أمانع وأنا حاليا أحيا حياة ملؤها التفاهم والانسجام مع زوجي الذي يعمل بناء. وداد أيضا قبلت الزواج من ابن الجيران الذي يملك العقارات والسيارات وتعترف وداد ان ثراء زوجها ارغمها على القبول به زوجا رغم أنه لم يتحصل على أية شهادة ورغم ذلك تقول وداد تمكنت من التواصل مع زوجي والعيش معه بسلام لاننا قررنا ان نترك الشهائد جانبا ونتعامل كرجل وامرأة عاقلين فكانت حياتنا خالية من المشاكل والحمد لله. **حافز عادة ما يرفض الرجل الشرقي الارتباط بامرأة تفوقه ثقافة وعلما واذا ما وجد نفسه في هذه الوضعية لسبب من الأسباب فانه سيسعى بكل الطرق لتدارك هذا النقص وتعويضه بأشياء أخرى، منال جامعية تزوجت سائق تاكسي ومستواه التعليمي أقل بكثير منها جمعها حب كبير واستمر زواجهما دون منغصات ولا حساسيات بل بالعكس كما تقول منال ان زوجها لم يدخر جهدا لاسعادها واحترامها وكانت خير حافز لتحسين مستواه الثقافي فاصبحت لديه ثقافة واسعة مما جعلها تفتخر به في كل المناسبات. سلاف ايضا تزوجت من رجل انقطع مبكرا عن تعليمه وانخرط في دائرة العمل لاعالة عائلته في حين اتمت هي دراستها وتحصلت على الاجازة. وتروي سلاف قصتها قائلة زوجي متفهم وحنون لكن يتعذر عليّ في بعض الحيان التواصل معه، وقد صادف ان تشاجرت معه ذات مرة واهنته بأنه لو كان متعلما لما كان على هذه الحالة ومنذ ذلك الحين قرر زوجي العودة الى مقاعد الدراسة وتمكن في سنوات وجيزة من الاحراز على الاستاذية في الحقوق وهو الآن قاض بإحدى المحاكم.