تجددت أمس الاحتجاجات الغاضبة بأفغانستان على اقدام قس أمريكي الى حرق المصحف الشريف عقب يوم من مظاهرات مماثلة شهدت أعمال عنف أدت لمقتل واصابة العشرات بينهم موظفون في الاممالمتحدة في ما اعتبر الرئيس الأمريكي ان عمليات احراق المصحف دليل على التطرف واصفا ردود الفعل في أفغانستان بالمشينة بينما واصل الشيطان تيري جونز تطاوله على الاسلام داعيا لمحاكمة الرسول الأكرم. و خرج مئات الأشخاص أمس بشوارع قندهار جنوبأفغانستان للاحتجاج على إحراق قس أمريكي نسخة من القرآن الكريم في كنيسة صغيرة بفلوريدا يوم 20 مارس الماضي تحت إشراف القس المتطرف تيري جونز وذكرت مصادر محلية أن قتيلا و16 جريحا سقطوا أمس في ثلاث مناطق في قندهار، التي تعتبر معقل حركة «طالبان». أوباما يستنكر وتأتي هذه التطورات عقب يوم من مقتل عشرة أشخاص على الأقل وإصابة 83 جنوبي قندهار أثناء مظاهرة ضمت ألفي شخص رددت خلالها شعارات معادية للولايات المتحدة، وأحرق عدد من السيارات وألقيت الحجارة على الشرطة التي حاولت السيطرة على الحشود الغاضبة. وقال بيان صدر عن مكتب حاكم ولاية قندهار إن الضحايا سقطوا عقب «أعمال شغب ومظاهرات واسعة» وإن القوات الأفغانية ألقت القبض على 17 مشتبها فيهم، سبعة منهم كانوا مسلحين. واتهم زلماي أيوبي المتحدث باسم حاكم ولاية قندهار حركة «طالبان» بتنظيم هذه الاحتجاجات، قائلا إن متمردين نظموا مظاهرة لاستغلال الموقف وإحداث حالة من انعدام الأمن. وفي مدينة جلال آباد الشرقية، أغلق مئات الطلاب طريقا سريعا رئيسيا يؤدي للعاصمة كابل وفق وزارة الداخلية. وكانت مدينة مزار شريف شهدت أول أمس احتجاجات تحولت لهجوم على مقر الأممالمتحدة بالمدينة وسقط فيها 12 قتيلا على الأقل بينهم سبعة موظفين أمميين، كما شهدت العاصمة كابل وولاية هرات مظاهرات مماثلة. وفي تعليقه على التطورات بأفغانستان، أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس حرق نسخة من القرآن الكريم معتبرا أن هذا العمل الذي تسبب باندلاع أعمال عنف دامية بأفغانستان ينمّ عن «أقصى درجات عدم التسامح والتعصب». وقال أوباما في بيان أصدره البيت الأبيض إن «تدنيس أي كتاب مقدس بما في ذلك القرآن عمل من أعمال عدم التسامح والتعصب بشكل كبير، ولكن مهاجمة وقتل أبرياء ردا على ذلك أمر مشين وتحد للأخلاق والكرامة الإنسانية». وأضاف الرئيس الأمريكي «ليس هناك دين يسمح بذبح وقطع رؤوس أبرياء وليس هناك تبرير لمثل هذا العمل المخزي والمؤسف». الشيطان يواصل تطاوله وفي مقابلة مع صحيفة «الصنداي تليعراف» تطاول القس الأمريكي المتطرف تيري جونز في مساعيه مبديا رغبته في محاكمة الرسول في ما أطلق عليه «يوم المحاكمة». وفي تجاوزاته أشار إلى أنه من المؤكد أنه سيخصص محاكمة في حياة الرسول، الأمر الذى من المحتمل أن يؤدي لإثارة مزيد من الاحتجاجات العنيفة في العالم الإسلامي. وكان جونز قد هدد بإحراق عدد من نسخ القرآن الكريم في الذكرى التاسعة لتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر التي أودت بحياة حوالي 3 آلاف أمريكي، إلا أنه تراجع عن خطوته بعد مناشدات من الرئيس الأمريكي وكبار ممثلي إدارة أوباما، لينفذها بالفعل الشهر الماضي بإحراق نسخة من القرآن في كنيسة بولاية فلوريدا. ويستعد جونز ومؤيدوه للقيام بمسيرة احتجاجية خلال هذا الشهر ضد الجهاد والشريعة الإسلامية أمام أكبر مسجد بالولايات المتحدة بولاية ميتشجن حيث تضم مدينة ديربورن أكبر جالية مسلمة حتى أن القس المتطرف وصفها بمدينة مكةالأمريكية. ويصر «جونز على نفي مسؤوليته عما وقع من أحداث عنف بأفغانستان أدت إلى مقتل 7 من موظفي الأممالمتحدة على يد مجموعة مسلمة غاضبة من ممارساته المتطرفة، وقال إن الحادث يشير إلى أحد العناصر المتطرفة في الإسلام.