استشهد ما لا يقل عن 14 فلسطينيا من نشطاء كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» وأصيب العشرات بجروح اصابة بعضهم خطيرة جدا في مجزرة جديدة للاحتلال الصهيوني شرقي مدينة غزة بعيد منتصف الليلة قبل الماضية. وكان الهدوء يلف مدينة غزة حين تناوبت طائرات ودبابات الاحتلال على قصف المشاركين في مخيم صيفي أقيم في حي الشجاعية شرق مدينة غزة لتغرق المخيم في بحر من الدماء وتوزع أشلاء المشاركين فيه في كل مكان بادعاء أنه معسكر لتدريب الفدائيين. مجزرة كبيرة وتعتبر مجزرة الشجاعية الأكبر التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع انتفاضة الأقصى قبل أربعة أعوام وذلك من حيث عدد الشهداء والجرحى الذين سقطوا دفعة واحدة في عملية اسرائيلية كبيرة استهدفت مخيما صيفيا كشفيا. ولم يكن سكان حي الشجاعية شرق مدينة غزة قد نسوا بعد المجزرة التي ارتكبتها طائرات الاحتلال قبل 3 أسابيع عندما حاولت اغتيال الشيخ أحمد الجعبري أحد قادة «حماس» حيث قصفت منزله مما تسبب في استشهاد فلسطينيين جلهم من أقاربه. وقال شهود عيان إن دبابات وطائرات الاحتلال تناوبت على قصف المخيم الصيفي الذي تشرف عليه حركة «حماس» بعدد من القذائف بهدف ايقاع أكبر عدد من الشهداء والجرحى. وأضاف الشهود أن الشبان الذين كانوا في المخيم الصيفي المقام في ملعب الشيخ أحمد ياسين في حي الشجاعية وفور شعورهم بتحرك الدبابات المتمركزة شرق مدينة غزة بدأوا بمغادرة المخيم إلا أن الدبابات عاجلتهم بقذيفتين ثم أطلقت مروحيات الاحتلال التي كانت تحلق في الجو قذيفة ثالثة حيث سقطوا جميعا بين شهيد وجريح. وتابع الشهود أنه فور قصف الطائرات والدبابات هرع المواطنون من سكان المنطقة الى المكان من أجل انقاذهم فأطلقت المروحيات صاروخا رابعا تجاههم مما رفع عدد الشهداء والجرحى. وأكد المتحدث باسم «حماس» مشير المصري وسكان المنطقة ونشطاء في الحركة أن المخيم الصيفي ليس مخيم تدريب بل هو مخيم كشفي بحت يوجد في منطقة سكنية ولا يتم تدريب المشاركين فيه على السلاح. وقد زعمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أن المخيم الذي تم استهدافه معسكر تدريب لحركة «حماس». غضب... ودمار واثر القصف خرج آلاف الفلسطينيين الغاضبين الى شوارع غزة وتجمعوا قرب مستشفى الشفاء مطالبين بالانتقام لدماء الشهداء. وقال الطبيب بكر أبو صفية مدير الاستقبال والطوارىء في مستشفى الشفاء إن الشهداء والجرحى الذين وصلوا الى المستشفى بدت عليهم اصابات بشظايا كبيرة وشظايا مسمارية في أنحاء الجسم وبعضها من النوع المتفجر حيث أصيب بعض الشهداء بشظايا أحدثت فتحات كبيرة في البطن أو الصدر أو الرأس. وأكد أبو صفية أن 45 جريحا وصلوا المستشفى 10 منهم على الأقل في حالة بين «خطرة وحرجة جدا». وقال أحد عناصر «حماس» من الملثمين والذي كان يرفقة المصابين في مستشفى الشفاء إن القصف تم من مروحية عسكرية حيث أطلقت صواريخ في اتجاه الشباب. وتجمع مئات الأشخاص أغلبهم من أعضاء حماس وأهالي الشهداء والجرحى في المستشفى ورددوا هتافات تدعو الى الثأر والانتقام مثل «الانتقام الانتقام يا كتائب القسام». وقد نقل بعض الشهداء والجرحى في سيارات خاصة وبعضهم في سيارات اسعاف فلسطينية فيما بدت بقع الدماء في أنحاء المستشفى وخاصة في قسم الاستقبال وحول ثلاثة الموتى. وأخذ العشرات من أهالي الشهداء يبكون ويصرخون داخل المستشفى وأصيب بعضهم باغماء. وفي الملعب الذي يقع خلف تل رملي يطل على حي الشجاعية المكتظ بالسكان اشتعل حريق نتيجة القصف الإسرائيلي وانتشرت أشلاء من جثث بعض الشهداء وعلى الأرض كانت أمتعة وأحذية وبعض ملابس عسكرية مثخنة بالدماء.