تساءل كثيرون ملاحظين سياسيين ومواطنين عاديين عمّا غنمته تونس من زيارة برلسكوني وعما غنم هذا الاخير من زيارته الى بلادنا... أوجه الصفقة معروفة حتى وإن لم يتحدث عنها الساسة من الجانبين كي يتبين الخيط الأبيض من الخيط الاسود، قبول المهاجرين الحارقين مقابل وعد بحماية الحدود ومقاومة الهجرة السرية بمساعدة تقنية ومادية من الجانب الأوروبي، وبعيدا عن منطق الربح والخسارة السياسية فإن برلسكوني كاد أن يغنم شيئا آخر. شيء آخر يبحث التونسيون عن كيفية استعادته منذ مدة دون ان يقدروا على ذلك... تعود أصل الحكاية الى يوم 14 جانفي حينما قرر المخلوع وعائلته الفرار من الثورة الهادرة ويعلم الجميع كيف أن «الطرابلسية» تحوّلوا الى المطار للمغادرة قبل ان يتم ايقافهم وبقية الحكاية يعرفها الشعب التونسي، اعتقال ومساءلة.. ولكن ما غاب عن البعض هو حقائب هذه العائلات، تلك الحقائب التي تم شحنها وسافرت على عكس أصحابها الذين احتجزوا، نعم هذه الحقائب سافرت محملة بما يمكن ان تكون قد حمّلت به مما خفّ وزنه وارتفع ثمنه على طريقة كل «السواق»... هذه الحقائب صدرت في شأنها طبعا طلبات رسمية لاستعادتها من الجهات التي سافرت اليها.. الغريب في الحكاية ان هذه الحقائب كادت أن تحرق «الفيزا» ببقائها من 14 جانفي الى 5 أفريل تاريخ استعادتها من دول الاستقبال ولكنها لما عادت على متن نفس الطائرة التي استقلها وزير الداخلية الايطالي الذي قدم الى تونس في التاريخ المذكور، لم تجد من يتحفظ عليها وتحصل اللخبطة التي كان من المفروض ألا تحصل... تختلط حقائب الطرابلسية بحقائب وفد برلسكوني ويتم اخراجها الى القاعة الشرفية في انتظار ان يستلمها أصحابها المفترضون من ادارة الشحن بالمطار وهم «الطلاين» في هذه الحالة... المهم ان حقائب «الطرابلسية» عادت من روما ولكنها كادت تعود اليها مرة أخرى بسبب لخبطة ادارية ونحمد ا& أنه تم التفطن الى هذا الخطإ في الوقت المناسب لتتم استعادتها في آخر لحظة وفرزها من بين حقائب جماعة «برلسكوني». بعض الألسن الخبيثة تساءلت اذا كنّا قد استعدنا مجرد حقائب ل«عصابة السرّاق» بعد 3 أشهر فكم يلزمنا من سنة لاسترجاع ملياراتنا المنهوبة والمدخرة في البنوك الاجنبية؟