بنيت في الفوار منذ سنوات معتمدية وسكَن بالفوار معتمد وصدق أهالي الفوار كل ما أطلق عليهم من وعود لان الناس هناك يعرفون ان الكذب عيب ولا يصدر عن الناس المحترمين وترقبوا آملين أن تأتي بعد بناء مقر المعتمدية مقرات مصالح اخرى مثل البلدية وفرع لشركة توزيع المياه واخر لشركة الكهرباء ومكتب تشغيل وفرع بنكي ومركز تكوين مهني وقباضة مالية و..القائمة تطول ويتذكرها الناس في الفوار جيدا ولكن السنين تتالت وطالت دون أن ينجز في الفواراي وعد من الوعود وبقي الاهالي مجبرين على السفر الى معتمدية دوز أو الى مقر الولاية مقابل معلوم نقل يتجاوز اجرة العامل اليومية لقضاء ابسط الشؤون وابخسها فقد تحتاج لانفاق عشرة دنانير في النقل لتقتني طابعا بريديا باقل من دينار واحد لان هذا الطابع يباع بمقر القباضة المالية الموجودة بقبلي بل لقد زاد الامر تدهورا اذ ان مقر المعتمدية نفسه قد تداعى الى السقوط ولم يبق في الفوار من قرينة على تلك الوعود ولكل هذا فقد اقام أهالي الفوار الاحتفالات حين حل يوم 14 جانفي وعلموا ان الثورة ستأتي باناس اذا وعدوا وفوا وبادر أهل الفوار وشبابهم خاصة الى تشكيل اللجنة المحلية لحماية الثورة واتصلوا بالسيد والي قبلي ووصفوا له وضعهم وذكروه بالقصة ففهمهم ووعدهم كما قالوا بحل كل مشاكلهم فعادوا الى أهاليهم يبشرون بالوعد الصادق ولكن بعد أيام قليلة ولان الناس في الفوار لم ينسوا قصتهم مع وعود قديمة نظموا اعتصاما واضرابا عاما ونزلت لجنة حماية الثورة الى مقر ولاية قبلي هذه المرة لا لشراء طابع بريدي وانما الى التعريف بقضيتهم والدفاع عن مطالبهم المشروعة وقد قصدوا جريدة «الشروق» لتبلغ مطالبهم والمتمثلة في انجاز كل ما تم وعدهم به قديما وحديثا ومحاسبة كل من سوفهم.