بعد أقل من 48 ساعة من انتخابه كنائب رئيس وقبل بداية الأسبوع الأول من العمل اختار الدكتور محمد رضا الشريف الاستقالة من منصبه في خطوة ولو أنها كانت متوقعة عند البعض إلا أنها فاجأت الملاحظين من حيث التوقيت. «الشروق» كعادتها بحثت في المبررات ورصدت التفاعلات في التحقيق التالي: ماذا قال محمد رضا الشريف؟ اختار محمد رضا الشريف أن يعلن عن استقالته عبر أمواج إذاعة موزاييك أف أم عشية الأحد، «الشروق» اتصلت به قبل ذلك وسألته عن السبب فأجاب: «هو قرار اتخذته بعد مشاورات عديدة وتفكير معمق لأنني شعرت أن البرنامج الذي فكرت في تنفيذه حين ترشحت لن أستطيع تنفيذه الآن». مبدئيا اكتفى الدكتور بهذا التوضيح غير أن للحقيقة وجها آخر. ماذا قال مهدي بن غربية؟ رئيس النادي الذي كان بصدد متابعة مباراة فريقه مع النجم بسوسة تفاجأ بسماع خبر الاستقالة من خلال جهاز الراديو بسيارته اتصلت به «الشروق» وسألته عن موقفه فصرح لنا: «لم أفهم دوافع هذه الخطوة التي أقدم عليها الدكتور من جهتي كنت أنتظر ملاقاته في سوسة لنشاهد المباراة معا ونتحدث عن شواغل النادي لكنه لم يحضر ولم يتصل بي رغم مهاتفتي له في أكثر من مناسبة». الوجه الآخر للحقيقة من جهتنا حاولنا البحث في الدوافع والمبررات التي ارتكز عليها رضا الشريف قبل اتخاذ القرار واكتشفنا أنها تتعلق بإمكانية أن يجد نفسه على هامش القرارات أو بلغة أخرى مجرد ديكور خاصة أن بعض الأطراف أعلمته أن رئيس النادي انطلق في اتصالاته ببعض الوجوه لتكوين الهيئة دون التنسيق معه في خطوة أثارت محمد رضا الشريف الذي كان ينتظر أن يكون له رأي وأول اجتماع يكون معه خاصة وأنه منتخب شرعي وبعدد هام من الأصوات هذا مبرره لكن ماذا قال رئيس النادي؟ في نقلنا لهذا الأمر لمهدي بن غربية أجاب دون تردد: «لم أعيّن الهيئة وكل ما قمت به هو اتصالات واستماع لعدة أطراف وأكيد أن القرار الأخير لن أتخذه بمفردي وكل ما يروج لا أساس له من الصحة فحتى عملية تسلم المهام بصفة رسمية لم ننجزها بعد على كل أرجو أن يعدل محمد رضا عن موقفه ونعمل معا من أجل مصلحة الفريق». تصرفات العادة في الكواليس المعلوم أن الحملة الانتخابية لمختلف المترشحين تحركت فيها عدة وجوه أغلبها محسوبة على هيئات مديرة فشلت في السابق أو على التجمع المنحل أو على أطراف يعتقد الأحباء أنهم تسببوا في إغراق النادي في ديون وساهموا في تحويل وجهات لاعبين لفرق أخرى وعدد من أفراد هذه المجموعة تعود ركوب جميع القطارات وبنفس الطريقة وارتقى للصدارة في الفترة الأخيرة وسمح لنفسه للتحدث باسم هذا المترشح أو ذاك بل هناك من أكد أنه سيكون في الهيئة الجديدة وهذه المعطيات دفعت ببعض الأحباء لتقديم احترازاتهم والتلويح برفع شعار Dégage في وجوههم وهذا ما جعل محمد رضا الشريف يخيّر الانسحاب ربما في خطوة استباقية. إلا أن رئيس النادي مهدي بن غربية نفى بشدة أن يكون قد فكر في التعويل على وجوه مرفوضة كما أكد أنه مازال يتشاور ولم يتخذ قراره بعد وكل ما يروج لا أساس له. فهل تسرّع رضا الشريف في قراره أم أن طيور الهدم تحركت كالعادة وغادرت أوكارها. مساع لتقريب وجهات النظر في اتصالنا بالأستاذ توفيق بوزيان رئيس لجنة الانتخابات أكد لنا أن مساعي جدية انطلقت صباح أمس لإثناء الدكتور محمد رضا الشريف عن موقفه حتى لا تتصدع العائلة من جهة أخرى أوضح لنا أنه في صورة إصراره على الاستقالة فإن القانون يستوجب الذهاب لانتخابات أخرى لاختيار نائب رئيس.