ونحن نرصد مشاغل واهتمامات المواطنين بأغلب ولايات الجمهورية، التقينا وجها لوجه في حديث صريح مع السيد زهير بدر الدين، آمر أكبر مطارات تونس وافريقيا كلها... مطار جربة جرجيس الدولي بامتياز، الذي يمر حاليا بفترة تحولات هامة في مستوى البنية التحتية ممّا سمح بتحقيق نقلة نوعية لطاقة استيعاب المسافرين الوافدين من مختلف بلدان العالم، يذكر السيد الآمر أنها انتقلت من مليون و500 الى نحو 4 ملايين و500 مسافر في السنة، بفضل مشاريع التوسعة الجديدة التي كانت حتى السنوات القليلة الماضية من بين الأسباب التي ساعدت على تكثيف زيارات السياح الأجانب الى مناطق الجنوب التونسي الساحرة، عبر رحلات عادية وأخرى غير منتظمة من نوع «الشارتار»، باتجاه مطار جربة الذي أصبح قبلة لنحو مليونين و500 سائح في السنة، تأتي بهم يوميا 150 طائرة أجنبية، بما يعادل 20 طائرة في كل ساعة تقريبا، وذلك بهدف الاستمتاع بشمس وجمال الجنوب التونسي وطبيعته الصحراوية الخلابة، والتعرف خاصة على أهم مكونات الارث الثقافي الاجتماعي والتقليدي المتوارث بهذه الربوع. ويضيف السيد الآمر أن مطار جربة جرجيس الدولي أصبح الآن مجهزا بجميع المرافق العصرية التي تضمن حسن استقبال المسافرين، وتؤمن راحتهم وأمنهم الصحي والشخصي، وتسهل لهم كل معاملات الصرف والحجز وغيرها من الأعمال الادارية المستوجبة... وهو يكفل خدمة صيانة الطائرات في جميع مراحلها من خلال يد عاملة متخصصة، لكنها مع الأسف الشديد بحجم النصف، مما يجب أن تكون عليه لتصبح في مستوى التلبية القصوى لمتطلبات كل مرفق خدماتي من مرافق مطار جربة جرجيس الدولي، الذي تحصل في المدة الأخيرة على شهادة ترخيص المطارات، لكون جميع مشاريعه المنجزة أصبحت مطابقة للمواصفات وقادرة على تقديم الاضافة، في استجابة مضمونة للمعايير الدولية الجاري بها العمل، خاصة بعد أن تمّ تجهيزه برادارين، أساسي وثانوي بقيمة 40 مليارا من المليمات التونسية، سيكون لهما في قادم الأيام، وتحديدا مع بداية الصيف المقبل مردودا إيجابيا على سلامة حركة الطيران بكامل منطقة الجنوب، بما في ذلك مجال الطيران العسكري... هذا بالاضافة طبعا الى مشروع 6 معابر آلية جديدة لم تكن متوفرة في الماضي بمطار جربة الدولي، وهي بقيمة 9 مليارات من المليمات التونسية، الى جانب مشاريع الصيانة وتجهيزات الحرائق... وذكر السيد الآمر أن منطقتي جربة وجرجيس تتوفران على طاقة استيعاب بنحو 70 ألف سرير، قابلة لمزيد التحسين. كما تتوفر على فضاء شاسع بممرات تكفي في الوقت الحالي للنزول والاقلاع وتأمين الصيانة الضرورية للطائرة عند الحاجة. وهو ما ساعد بكثير من الارتياح على تنظيم حركة نقل العائدين من الشقيقة ليبيا هروبا من الحرب الدائرة فيها، حيث تم رغم الظروف الصعبة التي رافقت دخول هؤلاء الى التراب التونسي انجاز 560 سفرة باستخدام 80 طائرة في خلال شهر ونصف الشهر، لنقل ما بين 10 الى 15 ألف لاجئ الى بلدان كثيرة من العالم، وقد تلقت إدارة مطار جربة الدولي عديد رسائل الشكر من سفراء البلدان الأجنبية والعربية الذين تم ترحيل رعاياها في ظروف آمنة، بالتعاون مع القائمين بأعمال هذه السفارات، وفي مقدمتهم سفير فرنسا. ويذكر أن 80 قناة تلفزية تقريبا تجمعت بمطار جربة وتحدثت عن الجهود التي تم بذلها في عمليات إجلاء الرعايا الأجانب القادمين من ليبيا وعن مساهمة كل من فرنسا واسبانيا وبلجيكا والصين وغيرها من البلدان بتسخير طائرات لها في هذا العمل الانساني وقامت بعض هذه القنوات باستجواب آمر مطار جربة جرجيس الدولي وبعض العاملين والمسافرين العائدين من التراب الليبي.