بقدر رغبتها في الظهور قوية، مستأسدة ومنطلقة بلا جماح خاصة عندما تكون بين الكثبان الرملية في قلب المسابقة الميكانيكية... الا أن انوثتها كثيرا ما تفضحها وتكشف عنها «غطاء الرجولة» فتعود أنثى كما ولدتها أمها فيتراءى لك فيض الحنان الذي تملكه هذه البطلة... مع هند الشاوش تفسحنا بين رمال «راس الوادي» وواحات توزر وسحر «عنق الجمل» والجنة المتحركة ل«قصر غيلان»... وعلى امتداد 1700 كلم انطلق وانتهى رالي تونس الدولي الذي مثل حدثا رياضيا وسياحيا كشف ان تونس برغم الحزن الساكن فيها ليلا نهارا مازالت قادرة على احتضان لحظات من البهجة والسرور... هكذا تقول هند الشاوش وهي تلهج بروعة «شعب الجنوب» الذي وقف وقفة الرجل الواحد لانجاح هذه المسابقة الدولية وهو ما ساهم فعلا في النجاح وفي دحض الخوف وبوادر الفزع التي لاحت على الوجوه قبل انطلاق الرالي. هند تضيف رغم سعادتها بأنها شعرت بدمعة تنزل على خدها وهي في قلب الحدث تشاهد بأم عينها كيف تحول الجنوب الرائع الى «صحراء» بفعل غياب الحركة الاقتصادية ومظاهر الحركة التي كان يؤسسها السياح الاجانب على أراضينا فيحركون اقتصادنا في تلك الربوع العطشى الى قطرة حياة... كأسان... و«فنك» الكل يعلم ان هند الشاوش اقتلعت المركز الثاني عشر في الترتيب العام والأول على المستوى التونسي وتركت وراءها فريق غيلان بعزيز (المركز 13) والبقية وهي عن ذلك تقول: «اخترت سياسة المراحل على الطريقة البورقيبية فلا تنس انني «مستيرية» كما اخترت خطة الأرنب والسلحفاة ونجحت في المراحل الست رغم عقوبة الساعتين التي تعرضت لها والتي حرمتني من المركز الثامن في الترتيب العام». بعد ان شكرت المستشهرين الذين كانوا وراء مشاركتها في رالي هذا العام أكدت هند الشاوش أنها سعيدة بحصولها على كأس أول فريق تونسي يبلغ خط الوصول لكنها سعيدة أكثر بالحصول على أول كأس تونسية باسم المتسابق الكبير المرحوم لطيف الشاذلي قبل ان تختم حديثها معنا بدمعة وابتسامة عندما قصت علينا حكايتها مع حيوان «الفنك» الذي عادت به من قلب الصحراء واعتبرته «كأس ثالثة» زينت بها مشاركتها في رالي هذا العام وهي تقول: «كنت في قلب السباق عندما شاهدت فتاة صغيرة تعرض خدماتها على السياح بأخذ صور تذكارية لهم مع حيوان «الفنك» وكان صغيرا جدا (عمره أسبوعان) ورغم مروري بها الا أنني لم أستطع مواصلة السياقة وعدت ادراجي إليها وعرضت عليها شراء ذلك الحيوان المسكين الذي كان يتلظى بلهيب شمس الجنوب وكان مرهقا جدا بما أبكاني على حاله وجعلني أعوض له كل ما تعرض له وهو الآن في منزلي يقاسمني لقمة عيشي».