عندما تسلّم السيد حمدي المدب رئاسة أعرق فريق تونسي رفض اطلاق الوعود البرّاقة لاقتناعه بأن الأصفر والأحمر لا يعمل من خلال الوعود وإنما اعتمادا على خطط وبرامج متكاملة ومدروسة يتمّ تنفيذها حتى في ظلّ تعاقب هيئات مختلفة وهو أكثر ما يميّز النادي عبر تاريخه الطويل. سيؤسّس المشروع الرائد الذي أطلقه الترجيون مؤخرا «مؤسسة الترجي آفاق 2019» لمرحلة جديدة ومشرقة صلب الفريق حيث سيتم الأخذ بجميع التفاصيل الدقيقة للاحتراف الحقيقي مع مراعاة الأبعاد التاريخية والتربوية والاجتماعية للأصفر والأحمر خاصة وأنه ظهر الى الوجود يوم 15 جانفي 1919 من رحم المعاناة بسبب الاستعمار الفرنسي المقيت لبلادنا كما أن الفريق ساهم بشكل واضح في الحركة الوطنية. جميع هذه المعطيات جعلت أبناء الترجي الرياضي اليوم يدعون الى انعقاد جلسة عامة انتخابية حتى لا تتعطل مسيرة النادي خلال المرحلة القادمة والتي ستحتاج الى مجهودات كبيرة من أجل تحقيق الطموحات المؤجلة والأمنيات المتأخرة تتصدرها رابطة الأبطال الافريقية كما أن هذه الجلسة الانتخابية ستحول دون حدوث شرخ في صفوف أبناء الفريق وستلجم بعض الأصوات المتعالية التي تطالب بإضفاء «الشرعية» على هيئة الترجي وذلك حسب ما تقتضيه المرحلة الجديدة التي أعقبت الثورة المجيدة، لذلك فتحنا ملف رئاسة الترجي الرياضي مرفوقا بموضوع رابطة الأبطال الافريقية بوصفها الشغل الشاغل للترجيين فكان التحقيق التالي: حديد في حديد بدأ إذن العدّ التنازلي لأصعب انتخابات في تاريخ الترجي الرياضي بحكم أنها لن تكون محسومة بسهولة ذلك أن الاختيار سيكون صعبا جدا على جماهير الأصفر والأحمر حيث تأكد بصفة مبدئية أن المنافسة على منصب رئاسة فريق «باب سويقة» سينحصر بين اسمين من العيار الثقيل أما الأول فهو السيد حمدي المدب الرئيس الحالي للترجي الرجل الذي فتح خزائنه وضخّ أموالا لا حصر لها في شرايين النادي العريق حتى أنه جعله بمنأى عن كل الأزمات المالية الخانقة التي عاشت على وقعها بقية الأندية وهو ما ساهم بقسط كبير في مواصلة النادي حصد الألقاب محليا ومغاربيا وإقليميا وبلغ الفريق الدور النهائي لرابطة الأبطال الافريقية وسيكون مرشحا بارزا للظفر بهذا اللقب خلال الأيام القادمة بعد أن ضمن ترشحه الى دور المجموعات وهو ما سيدفع بالسيد حمدي المدب الى تقديم ترشحه لرئاسة النادي حتى يتسنّى له تحقيق الحلم القاري الكبير الذي يراود الترجيين منذ عام 1994 ولكن المدب سيجد منافسة كبيرة جدا من قبل زياد التلمساني صاحب التاريخ الكبير مع الترجي فهو هدافه السابق وأحد أبرز نجومه ولا يعوّل زياد على رصيده الكروي الزاخر بالألقاب فحسب وانما كذلك على زاده الثقافي والخبرة التي اكتسبها كمسؤول بما أنه خاض سابقا تجربة التسيير الرياضي صلب الترجي هذا فضلا عن أهمية شبكة العلاقات التي تجمعه بالعديد من الشخصيات الرياضية البارزة في إفريقيا وأوروبا.. لكن التلمساني لم يحدد بعد قراره النهائي بما أنه مقتنع أن المؤهلات التي بحوزته ستسمح له أيضا بخوض معركة انتخابية أكبر صلب الجامعة التونسية لكرة القدم وهو ما سيجعله في حيرة من أمره ولكن من المؤكد أن الانتخابات القادمة لفريق «باب سويقة» سيكون عنوانها الأكبر «صراع الجبابرة»، ونجزم بأن جمهور الترجي سيمنح صوته لأحدهما ويحجبه عن الآخر حسب ما تقتضيه مصلحة الأصفر والأحمر التي ستبقى فوق كل الاعتبارات. هذه مواقف رجالات النادي رصدنا مواقف ثلّة من رجالات الترجي الرياضي بشأن رئاسة الفريق وكذلك بخصوص رابطة الأبطال الافريقية التي ستكون في صدارة أولويات الرئيس القادم للأصفر والأحمر فكانت الآراء على النحو التالي: وليد العارم (أحد مدعمي الفريق): «من الناحية الكروي لاحظت أن الترجي تحسن مردوده كثيرا بالمقارنة مع الفترة الماضية ولكن أعتقد أن فريقنا سيكون في حاجة الى دعم رصيده البشري بلاعبين إضافيين حتى يضمن أوفر الحظوظ في مسابقة رابطة الأبطال الافريقية فالترجي يحتاج اليوم الى حارس مرمى بحوزته خبرة كبيرة ستكون له مساهمة واضحة في نجاح الفريق خلال المقابلات المهمة الحاسمة خاصة إذا تعلق الأمر بالأدوار المتقدمة هذا بالاضافة كذلك الى مهاجم صريح.. أما بخصوص الجلسة العامة فإن القوانين تنصّ على انعقادها ولكن في المقابل أعتقد أن أبناء الفريق مطالبون بدعم ناديهم ماديا ومعنويا بغض النظر عن الأسماء التي تشرف على دواليب الترجي الرياضي فمن يريد مساعدة الفريق ليس أمامه سوى الاتصال بالمشرف على حسابات النادي». نبيل الشايبي (أحد مدعمي الفريق): «شخصيا كنت قد عبّرت عن ارتياحي تجاه المردود المتميز الذي ظهر به فريقنا في الآونة الأخيرة وكانت سعادتنا أكبر بحكم أن هذا النجاح الذي حققه الفريق كان تحت اشراف أحد أبناء النادي نبيل معلول ولا يمكننا إلا أن نبارك المردود الذي قدمه الشبان الصاعدون حاليا في تشكيلة الترجي وبالنسبة الى الجلسة العامة فأظنّ أننا إزاء مرحلة جديدة تدعو الى ترسيخ أسس «الديمقراطية» لذلك لا بدّ من انعقاد جلسة عامة انتخابية على أن يتولى رئاسة الفريق الشخص الأجدر بهذا المنصب ولو أننا نظن أن السيد حمدي المدّب قد يكون الأنسب قياسا بحجم الأموال التي رصدها لفائدة الفريق أما نحن فسنلتزم بدعم الترجي حتى يواصل نجاحاته». كمال بوحوالة (الكاتب العام للترجي): «أؤكد أن الترجي الرياضي قرّر عقد جلستين عامتين سيقع تخصيص الجلسة الأولى لتنقيح القانون الداخلي للفريق أما الجلسة الثانية فستكون انتخابية». ماذا عن أحمد بوشماوي ؟ «السيد أحمد بوشماوي المسؤول السابق بالترجي وأحد مدعميه أيضا كان موقفه واضحا بشأن رئاسة الفريق فقد أكد بأنه يرفض أن يتقدم بترشحه لهذا المنصب من تلقاء نفسه وبالتالي فهو لن يقدم على هذا الأمر إلا في صورة حدوث شغور ما على مستوى هذه الخطّة». طارق ذياب يلعب دور الحكم؟ طارق ذياب لم يصنع الحدث عندما كان لاعبا في صفوف الترجي الرياضي فحسب وإنما لم يخرج عن هذه القاعدة حتى ولو كان بعيدا عن حديقة المرحوم حسان بلخوجة حيث من المنتظر أن يكون دوره حاسما في تحديد حجم المنافسة التي ستشهدها انتخابات الترجي، قد تبدو الصورة معقدة بعض الشيء لكن سنحاول تقريبها. إذا ترشح طارق فعلا لانتخابات المكتب الجامعي وهو ما تأكد بنسبة كبيرة الى حد هذه اللحظة فإن زياد التلمساني سيجد نفسه إزاء موقف محرج أمام زميله السابق في الفريق إذ من المستبعد جدا أن يدخل هذا الثنائي الأصفر والأحمر في صراع مباشر للظفر برئاسة الجامعة وهو ما يستدعي حتما أن يفسح أحدهما المجال للآخر وهو ما يؤكد أن المنافسة بين التلمساني والمدب ستتحدّد على ضوء ترشح طارق من عدمه لانتخابات المكتب الجامعي. الزواوي والقصري يتحدثان عن الأمور الفنية البحتة حتى نستكمل ملفنا رصدا كذلك موقفي العربي الزواوي المدير الرياضي للترجي وكذلك اسكندر القصري المدرب المساعد لنبيل معلول وذلك للحديث عن الجوانب الفنية البحتة فأكدا ما يلي: العربي الزواوي: «لاحظت أن أداء الترجي الرياضي كان تصاعديا ونجح الفريق في تحقيق التكامل المطلوب بين جميع خطوطه وأصبح التركيز منصبّا على منح الأولوية للعب الجماعي مع حسن توظيف الفرديات التي بحوزة اللاعبين في خدمة المجموعة وبلغ الفريق مرحلة التوازن بين الدفاع والهجوم واكتسب النادي عنصر الخبرة القارية من خلال مشاركته في النسخة الماضية من مسابقة رابطة الأبطال الافريقية وهي نقطة ايجابية سيستفيد منها الترجي في النسخة الحالية». اسكندر القصري: «تغيّرت العديد من المعطيات الفنية صلب الترجي الرياضي بدليل أن الخط الأمامي للفريق كان يرتكز نسبيا على مجهودات «مايكل اينرامو» وهو ما نجح الفريق اليوم في تجاوزه وحققنا التوازن الضروري ومن المؤكد أنكم لاحظتم الحصانة الدفاعية التي أظهرها فريقنا وراهنّا كذلك على الشبان الصاعدين على غرار معز بن شريفية وادريس المحيرصي.. ولا يفتقد فريقنا الآن سوى الى تجسيم الفرص العديدة التي يخلقها خطّنا الأمامي وقد نحتاج الى مهاجم اضافي بالرغم من أنه لدينا الآن كمّا محترما من المهاجمين ومن المؤكد أن المدافع المالي «كوليبالي» سيقدم الاضافة لخطّنا الخلفي خاصة في مسابقة رابطة الأبطال الافريقية».