بعد ليلة شهدت تبادلا لإطلاق النار بين الثوار وكتائب القذافي تطورت الأوضاع صباح أمس بعد أن تمكنت القوات الموالية للقذافي من تحقيق تقدم هام مقتربة من البوابة ملتفة على الثوار من كل الجوانب وكانت الكتائب قد تقدمت على ثلاثة جبهات مستعملة مدفعية مضادة للطيران وصواريخ من نوع «غراد» مما أوقع خسائر كبيرة في صفوف الثوار. وحوالي الساعة الحادية عشرة تمكّنت مجموعة من كتائب القذافي من التموقع قرب دوّار الصدّ على بعد 500م من التراب التونسي حيث أصبحت بوابة العبور وازن ذهيبة مكشوفة بالكامل وتهاطلت إثرها صواريخ «غراد» على الثوار الذين انسحب عدد كبير منهم للاحتماء بالجبال المحيطة بالمكان. خطورة الوضع دفعت بالسلطات التونسية إلى اتخاذ قرار غلق البوابة من الجانب التونسي وإبعاد المدنيين والصحافيين. إلى ذلك استغل المسعفون تحليق الطيران الحربي التونسي فوق منطقة المعارك وتوقف القصف لإجلاء 5 جرحى تم نقلهم إلى المستشفى المحلي بالذهيبة وقد وُصفت حالتهم بالخطيرة. الخسائر الكبيرة المسجلة في صفوف الثوار دفعت بهم إلى الاتصال بقوات التحالف لقصف مواقع الكتائب وفك الحصار عليهم. وقد سجلنا في حدود الساعة الواحدة بعد الزوال خلوّ البوابة بالكامل من الثوار في حين تمركزت القوات الموالية للقذافي بجبل المرابح تتحيّن الفرصة للانقضاض على هذا المعبر الهام استراتيجيا. ميدانيا وأمام ارتفاع وتيرة القصف وتحوّل الاشتباكات إلى مواجهات مباشرة رجل لرجل أعاد الجيش التونسي انتشاره وحصّن دفاعاته بالدفع بعدد كبير من الدبابات على بعد كيلومترات من مكان المعارك. وتتمركز عربات الهامر الحاملة للمدفعية الثقيلة على مرمى حجر من الحدود تحسبا لأي محاولة لتسرّب أحد طرفي النزاع داخل التراب التونسي. مدنيا أغلقت المعاهد والمدارس أبوابها وأخلت العديد من العائلات منازلها خوفا من امتداد الاشتباكات إلى الأراضي التونسية في ما تحدّث شهود عيان عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى في هذه المعارك ولم تتمكّن سيارات الإسعاف من الوصول إليهم. وعلمت «الشروق» من مصادر مطلعة ببوابة العبور برأس جدير من ولاية مدنين أن وزير النفط الليبي شكري غالي قد عبر الحدود التونسية صباح أول أمس الاثنين وليس يوم 14 ماي كما ردّدته بعض وكالات الأنباء متجها إلى جزيرة جربة حيث أقام في أحد النزل دون أن تتسرّب معلومات عن الجهة التي يزمع التوجه إليها في ما أكدت مصادر أخرى ل«الشروق» أن الجيش الوطني ووحدات من الأمن تطوّق إحدى المصحات الخاصة بجربة دون أن تذكر إن كانت شخصيات ليبية موجودة بالمكان. في ما تمّ القبض على امرأة ليبية تحمل على متن سيارتها كمية هامة من الذخيرة قالت إنها موجهة إلى الثوار وتجري أبحاث وتحقيقات معها للكشف عن حقيقة نواياها. ٭ من مبعوثنا الخاص: الحبيب الميساوي