تعيش المناطق الحدودية بالبلاد التونسية هذه الايام وضعا استثنائيا بسبب تدفق اللاجئين وظهور العديد من المشاكل الأمنية فضلا عن الانفلات الأمني والتأثيرات المترتبة عن الصراع بين الثوار وكتائب القذافي على معبر وازن ذهيبة. ويتركز الاشكال بالخصوص على حدودنا الجنوبية الشرقية مما دفع وزارة التربية الى اتخاذ اجراءات وتراتيب استباقية قصد تأمين السير العادي للامتحانات الوطنية بهذه المناطق، وخصوصا تطاوين ومدنين. وأفادنا السيد عبد الحفيظ العبيدي مدير الامتحانات بوزارة التربية أن سلطة الاشراف وضعت خطة متكاملة لتأمين الامتحانات بالتعاون مع جميع المتدخلين في الشأن التربوي (مربون وأساتذة وأولياء تلاميذ ونقابات مهنية) اضافة الى التنسيق المستمر مع الدوائر العسكرية والأمنية المختصة. ومن أهم الاجراءات المتخذة دعم الفرق المسيرة للمراكز الكتابية، وتكوين لجان لحماية مراكز الامتحانات وتقليص عدد مراكز الايداع من 128 مركزا الى 27 مركزا فحسب. لكن ماذا عن اجراء الامتحانات في المناطق الحدودية المذكورة؟ يجيب الاستاذ عبد الحفيظ العبيدي مشيرا في البداية الى أن تلاميذ السنوات النهائية بالمناطق الحدودية سيقومون باجراء الامتحانات في كل الحالات مثل غيرهم من التلاميذ واذا تعذر على هؤلاء اجراء امتحاناتهم في مؤسساتهم الاصلية يمكن نقلهم الى أقرب مركز امتحان بالجهة بينما ستستقبل مقرات الولايات مراكز الاصلاح مثلما جرت العادة منذ سنوات. شبكة اتصال وأكّد السيد عبد الحفيظ العبيدي أن هذه الخطط البديلة تهدف بالأساس الى ضمان اجراء تلاميذ المناطق الحدودية لامتحاناتهم في ظروف أمنية سليمة وهناك تعاون دائم مع السلط الأمنية والعسكرية بالجهات المذكورة اضافة الى وجود شبكة اتصال داخلية تضمن التواصل الفوري واليومي مع القائمين على الشأن التربوي بجهتي تطاوين ومدنين بالخصوص وقد أجرى هؤلاء التلاميذ الباكالوريا التجريبية في ظروف طيبة وانطلقوا منذ أمس الاثنين في اجراء الباكالوريا التطبيقية في اختصاص الاعلامية. وتعمل وزارة التربية على توفير كل الامكانيات الضرورية لنجاح الامتحانات الوطنية وخصوصا امتحان الباكالوريا الذي سيجتاز اختباراته حوالي 126 ألف تلميذ في 513 مركزا كتابيا وسيتم تجميع كل هذه الاختبارات في 7 مراكز للتجميع والتوزيع.