بالرغم من الإجماع على أن المكتب الجامعي الحالي كان مسنودا بقوة عند اعتلائه كرسي التسيير وهو ما يجعله فاقدا لعنصر «الشرعية» فإنه لا يمكننا أن نهيل التراب على بعض النقاط التي أنجزها أنور الحداد وجماعته. كشف لنا السيد جلال بن تقيّة أمين مال الجامعة التونسية لكرة القدم أن هذا الهيكل الرياضي واجه أزمة مالية خانقة لكنه مع ذلك نجح في تطويقها. الضغط على مختلف المصاريف يؤكد بن تقية على أن الصعوبات المالية التي عرفتها جامعة كرة القدم بدأت بوادرها الأولى عندما حدث تأخير واضح في تسلم المداخيل المتأتية من وزارة الشباب والرياضة والتي تقدر بحوالي مليار وهو ما دفع الجامعة إلى الضغط على المصاريف من خلال مراجعة الأجور المرتفعة التي يتقاضاها بعض المدربين كما وقع الاتفاق على تمتيع مدربي المنتخبين الأول والأولمبي برواتبهما دون الحصول على منح إضافية كما كان الشأن في السابق ووقع التخفيض في مصاريف الرابطات الجهوية لتستقر في حدود 5 الاف دينار للرابطة الواحدة على امتداد سنة كاملة تقريبا وذلك في الوقت الذي كانت فيه لا تقل عن 30 ألف دينار سابقا ومن جهة أخرى أعلنت أمانة المال حالة الاستنفار القصوى داخل الإدارة الفنية وهو ما جعل بن تقية يدخل في خلاف علني مع المدير الفني محمود الورتاني بخصوص المصاريف المتعلقة بتمويل الدورات التي عوّضت نشاط فروع الشبان حيث تمسك بن تقية بالتعامل مع مختلف الملفات حسب ما يقتضيه سلم الأولويات. ويبدو أن عدم الموافقة على تمكين المنتخب الأولمبي سابقا من التمتع برحلة جوية خاصة إلى المالاوي (تقدر تكاليفها بحوالي 180 ألف دينار) تصب في خانة السياسة المالية الرشيدة التي سكلتها أمانة المال تماشيا مع المرحلة الدقيقة التي تعيش على وقعها بلادنا. 400 ألف دينار جديدة لإنعاش الخزينة لم يخف بن تقية الدور الكبير الذي قام به أعضاء اللجنة المالية وكذلك رؤساء الرابطات حتى تبقى جامعة كرة القدم بمنأى عن العجز المالي الذي ظلّ يهددها طيلة الفترة الماضية وأكد كذلك أن الجامعة ستحصل على مبلغ مالي قدره 400 ألف دينار بعنوان القسط الثاني المتفق عليه مع شركة الاستشهار التي تعاقدت معها الجامعة «بيردا» ومن المرجح أن يكون ذلك خلال شهر سبتمبر القادم وهو ما من شأنه أن ينعش خزينة جامعة كرة القدم.