قتل أمس اكثر من 60 من افراد الشرطة العراقية او من ا لمنتسبين الجدد اليها فيما جرح اكثر من 100 في تفجير ضخم ببغداد وفي هجمات متزامنة ببعقوبة ومدن عراقية اخري. وفي الوقت ذاته، تكبدت القوات الامريكية 3 قتلى و8 جرحى على الاقل في اطار هجمات للمقاومة التي استمرت في توجيه ضربات موجعة للغزاة. واستهدف الهجوم الاضخم امس المقر العام للشرطة العراقية في شارع حيفا بمنطقة الكرخ وسط العاصمة العراقية... ووقع الهجوم الذي استخدمت فيه سيارة مفخخة بعد 48 ساعة تقريبا من المواجهات العنيفة في شارع حيفا بين القوات الامريكية والمقاومة... ضربات قاصمة وانفجرت السيارة المفخخة بينما كان العشرات ينتظرون امام مبنى الشرطة الذي يضم مركزا للتجنيد لتسجيل اسمائهم تمهيدا للانضمام لصفوف الشرطة. ووفق حصيلة شبه نهائية، قبل ما لا يقل عن 47 شخصا وجرح 114 في الانفجار الذي الحق اضرارا بمبنى الشرطة الواقع في نهاية شارع حيفا غربي بغداد ودمّر حوالي 15 متجرا وسبع سيارات حسب ما ذكرته وكالة الانباء الفرنسية. ومباشرة بعد الانفجار حلقت مروحيات امريكية فوق موقع الهجوم الذي تبنته جماعة «التوحيد والجهاد» التي يقودها أبو مصعب الزرقاوي حسب ما جاء في بيان على شبكة الانترنت. وقال البيان الذي حمل توقيع الجناح العسكري للجماعة ان احد افراده نفذ الهجوم بواسطة السيارة المحملة بالمتفجرات لكنه لم يذكر اسمه. وانفجرت امس عبوة ناسفة قرب مبنى وزارة التخطيط في منطقة «عرصات الهندية» وسط بغداد مما ادى الى اصابة عراقيين اثنين بجروح خطيرة حسب متحدث باسم وزارة الصحة العراقية. وتعرضت امس الشرطة العراقية لضربة اخرى قوية حين قتل مسلحون وسط مدينة بعقوبة 12 شرطيا انهوا للتوّ دورة تدريبية في الاردن وفق مصادر امنية عراقية. وترجل المسلحون من سيارتين واطلقوا وابلا من الرصاص على الحافلة مما ادى الى مقتل افراد الشرطة ال 12 وكذلك السائق اضافة الى جرح عنصرين اخرين من الوحدة ذاتها. وتبنت الهجوم ايضا جماعة التوحيد والجهاد في البيان ذاته الذي اعلنت فيه مسؤوليتها عن عملية التفجير في شارع حيفا. وفي بلدة «بهرز» جنوبي بعقوبة جرح امس 3 من افراد قوة «الحرس الوطني» في انفجار عبوة ناسفة بينما كانوا يتأهبون لاقامة نقطة تفتيش فيما جرح عنصر اخر من القوة ذاتها حين سقط من على دراجة نارية عقب اطلاق النار عليه. وفي بعقوبة ذاتها جرح الليلة قبل الماضية 3 مدنيين في انفجار عبوة ناسفة في ساحة عامة. خسائر كبيرة ومنذ اول امس الاثنين كبدت المقاومة العراقية قوات الاحتلال 11 قتيلا وجريحا في بغداد والموصل واستهدفت مجددا القواعد والقوافل الامريكية في سياق التصعيد الكبير المستمر منذ نهاية الاسبوع الماضي. وقتل امس جندي امريكي بينما اصيب 5 أخرون بجروح متفاوتة الخطورة حين فتح مقاومون نيران الاسلحة الرشاشة على دورية لقوات الاحتلال في القسم الغربي من مدينة الموصل. ونقل الجرحى الخمسة الى مستشفيين عسكريين امريكيين في الموصل وبغداد مما يشير الى اصابتهم بجروح بليغة. وفي هجوم مماثل ببغداد اول امس، قتل جنديان امريكيان وجرح 3 آخرون عندما اطلق مقاومون النار على دورية امريكية بعدما القوا عليها قنبلة يدوية. وفي بغداد ايضا فجر مقاومون امس عبوة ناسفة في قافلة مؤلفة من سيارات مدنية تابعة للجيش الامريكي في شارع الجمهورية قرب ساحة «الخلاني». وحسب مصدر امني عراقي فإن عراقيا «انتحاريا» قتل حين حاول مهاجمة القافلة بسيارة مفخخة، لكن شاهد عيان أكد انه يعتقد أن السيارة التي احترقت كانت ضمن القافلة وانها أصيبت اثر انفجار عبوة ناسفة كانت مخبأة على احد جانبي الطريق. واعترف الجيش الامريكي امس بوقوع انفجار ضخم داخل مطار «المثنى» الذي حوّلته القوات الغازية الى قاعدة لها دون الاشارة الى حجم الخسائر. وكان الانفجار ناجما على الارجح عن قصف صاروخي وربما عن هجوم بواسطة سيارة مفخخة. وشهدت امس مدينة الرمادي مواجهات ضارية بين المقاومين العراقيين والقوات الامريكية وفق ما أكدته مصادر متطابقة. واستشهد 10 عراقيين وجرح 22 على الاقل حسب بيان لوزارة الصحة العراقية خلال المعارك التي تركزت وسط المدينة وتواصلت الى غاية الليلة الماضية. وفي منطقة الموصل، رفع امس جيش الاحتلال الامريكي الطوق عن مدينة «تلعفر» التي تعرضت لعدوان امريكي كبير اوقع عشرات الشهداء والجرحى خلال الايام الماضية. وبدت «تلعفر» بعد رفع الطوق وكأنها «مدينة اشباح» اذ شوهد عدد قليل من السكان في الشوارع التي كانت تجوبها دوريات الشرطة. لكن الامريكيين لم يرفعوا الحصار بالكامل بما انهم حفروا خنادق حول المدينة المحاطة بالاسلاك الشائكة بل انهم هددوا باستئناف العدوان. وكانت تركيا قد هددت اول امس بانهاء تعاونها مع واشنطن في ما يخص العراق اذا لم تضع قوات الاحتلال حدا للعدوان على المدينة التي تسكنها جالية تركمانية هامة.