منذ الصباح، جعلنا الفنان الخالد محمد عبد الوهاب نضع ما في أيدينا ونستمع بخشوع لأغنيته الرائعة: «ست الحبايب يا حبيبة»، كثيرون تقاسموا الأغنية على الموقع، آخرون نشروا أشعارا وصورا جميلة للأم، وبعضنا الآخر تذكر أمهات شهداء الوطن الذين أعطوا دماءهم ودموع أمهاتهم من أجل الكرامة. هو عيد الأم إذن، فانتشرت مشاعر البر بالأم في مختلف الصفحات، ورغم ما روجه البعض من أن عيد الأم ليس عادة تونسية ولا عربية، فقد ساهم الكثير بالتعبير عن حبهم وشوقهم لأمهاتهم، وكما هو منتظر في الموقع الاجتماعي، فقد انقسمت التعاليق إلى نوعين واضحين: الأول له مرجعية دينية، ينشر الآيات القرآنية التي تحث على بر الوالدين، وخصوصا الأم، والأحاديث النبوية، ونوع ثان يستحضر الأشعار التي تمجد الأم وخصوصا محمود درويش، الذي يقول في قصيدة تعاليم حورية عن أمه: «ويكفي أن أنام مبكّرًا، لترى منامي واضحًا، فتطيل ليلتها لتحرسه». وفي هذا الإطار، ترددت أيضا أغنية مارسيل خليفة الشهيرة «خبز أمي» التي كبرت عليها أجيال كثيرة من المثقفين والمناضلين في تونس، غير أن أكثر أغنية من أغاني مارسيل خليفة عن الأم هي أغنية «أجمل الأمهات»، التي أهداها كثيرون إلى أمهات الوطن، اللاتي خرجن في الحوض المنجمي أشهرا ضد القمع، أمهاتنا اللاتي وقفن طويلا في انتظار زيارة ابن مسجون من أجل النضال والكرامة، إلى الأمهات اللاتي انتظرن عودة الأبناء في ثورة الكرامة التونسية، فعادوا إليهن شهداء، آخرهم العقيد الطاهر العياري. ونحن بدورنا، نختار لكم بعض المقاطع من قصيد «أجمل الأمهات» للشاعر حسن عبد الله التي لحنها وغناها الفنان مارسيل خليفة: أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها... أجمل الأمهات التي انتظرتهُ، وعادْ... عادَ مستشهداً. فبكتْ دمعتين ووردة ولم تنزوِ في ثياب الحداد لن نتراجع عن دمه المتقدّم في الأرض لن نتراجع عن حُبِّنا للجبال التي شربت روحه فاكتست شجراً جارياً نحوَ صيف الحقول. صامدون هنا, (صامدون هنا) قرب هذا الدمار العظيم, وفي يدِنا يلمعُ الرعب, في يدِنا. في القلبِ غصنُ الوفاء النضير. صامدون هنا, (صامدون هنا)... باتجاه الجدار الأخير