تهاطلت الأمطار في الأيام الأخيرة في مناطق متفرقة من ولاية القيروان بكميات معتبرة. وقد جرى جدل لدى فرقاء الرأي والمصالح، بين اعتبارها غيثا خالصا وبين أضرارها المحتملة وتأثيرها في إفساد الصابة... وأهل الذكر من المختصين هم أعلم بقيمة هذه الأمطار. لكن الأمر الذي لا جدال فيه هو وقع هذه الأمطار على حياة الناس وسط المدينة وتعاملهم مع بركها الراكدة وسط الشوارع والخنادق المائية وقنوات التطهير «الفوّارة» وهي تخرج مياهها الملوثة الى قارعة الطريق يدوسها الراكب ويغرق في وحلها المترجل خصوصا اذا تآلفت مع الاشغال الكبرى وسط الطرقات. هذا المشهد أصبح مألوفا حد الملل والتأفف بوسط المدينة وحول الطريق الحزامية. وسط تلدّد المقاولين وتراخي الجهات المعنية دون تدخلها لمعالجة المشاكل والنقائص والاعطاب وإتمام الأشغال. وما يزيد الطين بلة بمياه الأمطار ويحول الشوارع الى مستنقعات وأوحال، هي بعض الأشغال التي انطلقت مؤخرا. من ذلك أشغال التطهير على مستوى الطريق الرئيسية المعروفة بشارع البيئة المؤدية الى الوسلاتية. وهي طريق تشهد حركية كبرى. وهي القلب النابض للمدينة لاهمية دورها الاقتصادي. والتي أدت الأشغال بها الى عرقلة عملية السير والتسبب في حوادث ومشاكل يومية. ويرى مستعملو الطريق ان توقيت الأشغال ليس مناسبا ودام عدة أسابيع. كما انه تسبب في تعطيل حركة المرور بسبب الأشغال الواسعة على طول مئات الأمتار من الطريق وهي في تقدم مستمر وفي تعطيل مستمر. والغريب في الأمر ان منطلق الأشغال وهو وضع قنوات تصريف مياه الأمطار، لم يرافقه وضع القنوات الجانبية لتصريف مياه الأمطار الذي من اجله أقيمت الأشغال. بل تحولت الأشغال الى أتون من الوحل على جانبي الطريق تسببت في حوادث مرور ومضايقات. بسبب الخنادق المفتوحة. كما أثرت الأشغال في الأحياء المجاورة. وتسببت في تراكم المياه وسط الأحياء بسبب انسداد قنوات التطهير وميلان الانهج بشكل يؤدي الى ركود المياه التي تختلط فيها مياه الأمطار بمياه قنوات التطهير والفضلات المنزلية. وبالتالي تعطل عملية السير على مستوى هذه الطريق الرئيسية. برك وأوساخ وحشرات وما يزيد الأمر سوءا هو تراكم الأوساخ على جانبي الطريق امام عجز أعوان البلدية عن رفع الفضلات بسبب الأوحال. كما تزيد ظلمة الطريق ليلا من متاعب مستعملي الطريق وخصوصا الذين سلبوا رصيفهم من قبل الاشغال العشوائية التي تبدو غير محسوبة العواقب ولا مدروسة من حيث التوقيت خصوصا مع تواصل هطول الأمطار. وبعيدا عن الأشغال فان جميع الطرقات بمدينة القيروان ودون استثناء لا تستحق غير علامة «رديء». بسبب تحولها الى خنادق وحفر مليئة بالمياه تفاجئ مستعملي الطريق من سيارات ودراجات ببالوعات تختلف أبعادها لكنها تتشابه في الأذى. اما الأمر الآخر الذي يرافق نزول الأمطار في مدينة القيروان بشكل يفردها عن بقية الجهات، هي جحافل «الوشواشة» التي تنتشر أسرابها فجأة من رحم المستنقعات. بل ان أحجامها في هذا الموسم الزاهر بالحشرات أضخم من أحجام حشرات الأعوام الفارطة . هذه التفاصيل ليست سرا يخفى على أحد، ولكن يبدو ان المسؤولين يعتبرونها صرخة في واد أجدب...فلا حياة لمن تنادي. ولنا ان نتساءل ماذا تغير بعد الثورة في ولاية القيروان وهل غيرت الثورة من سلوك المسؤولين وهل هناك مراقبة لهذه الاشغال ام تتم بسياسة السلحفاة... ؟