صعّد أمس الصهاينة حربهم الشرسة على المقاومة الفلسطينية باغتيال 9 مناضلين في اعتداءين منفصلين بنابلس وجنين زيادة على استشهاد طفلة خلال احد الاعتداءين. وندّدت السلطة الفلسطينية بهذا التصعيد فيما وصف الرئيس ياسر عرفات ما حدث بالجريمة التي لا تغتفر. وينتمي معظم الشهداء الذين سقطوا في نابلس وجنين الى كتائب شهداء الاقصى التي كانت نفّذت اول امس عملية استشهادية في شمال الضفة الغربية وهددت بضرب الصهاينة في تل ابيب ردا على جريمة اغتيال سابقة في جنين. اغتيالات بالجملة وسقط 6 من اصل الشهداء العشرة في البلدة القديمة بنابلس التي شهدت في الاسابيع الماضية تصعيدا ملحوظا في العمليات الصهيونية ضد افراد المقاومة. واستشهد المقاومون وهم 4 من كتائب شهداء الاقصى ومناضل من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في اشتباك مع قوة من البحرية الصهيونية حاصرت البناية التي تحصنوا فيها بعدما رفض الرجال المطاردون الاستسلام. والشهداء الخمسة الذين جرى تشييع جثامينهم امس بحضور آلاف الفلسطينيين هم نادر الاسود وملحم ابو جميلة وعبود سالم ومحمد مرعي وهاني العقاد. وقام الجنود الصهاينة بجمع جثامين الشهداء في حديقة البناية التي هُدمت بعد ذلك بشكل كامل تقريبا بواسطة جرافة عسكرية. وبينما كانت سيارات الاسعاف تنقل جثامين الشهداء الخمسة وحوالي 10 جرحى، اطلق قناص اسرائيلي الرصاص باتجاه الطفلة «مرام الناهلة» (11 عاما) التي كانت تراقب ما يحدث من امام منزل عائلتها، فأصيبت في وجهها واستشهدت على الفور. وفي جنين بشمال الضفة الغربية اغتالت امس وحدة صهيونية خاصة تنكّر افرادها في ملابس فلسطينية، 4 ناشطين من كتائب شهداء الاقصى بينهم شقيقان. وذكرت مصادر فلسطينية ان الشهداء سقطوا في مستودع للسيارات بالمنطقة الصناعية في القسم الشمالي من جنين. وخلال العملية ذاتها اعتقلت القوة الاسرائيلية 3 فلسطينيين بينهم جريح نقل الى داخل الاراضي المحتلة عام 1948 كما جرح فلسطينيان اخران. وعقب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على ما حدث في نابلس وجنين بالقول انها جريمة لا تغتفر. وأضاف عرفات في تصريح للصحفيين بمقر الرئاسة برام الله أن هذه الجريمة جزء لا يتجزأ من العدوان الاسرائيلي. وقبل عرفات كان مستشاره الاعلامي نبيل ابو ردينة قد حذر من التداعيات الخطيرة والمدمّرة لعمليات الاغتيال التي تنفذها حكومة شارون. وأصيب 10 اطفال بجروح بين خطيرة ومتوسطة امس اثر انفجار لغم على طريق رئيسي تسلكه دوريات جيش الاحتلال الاسرائيلي بجانب مخيم «الجلزون» للاجئين شمال مدينة رام الله. وشملت الاعتداءات الصهيونية امس ايضا قطاع غزة حيث سجلت عدة اصابات في صفوف الفلسطينيين زيادة على هدم مزيد من المنازل. وأصيبت أمس فتاة في مخيم خان يونس الذي تعرض لنيران قوات الاحتلال التي هدمت في الوقت ذاته 7 منازل وجرفت عشرات الهكتارات من الاراضي الزراعية في منطقة المغراقة جنوبي مدينة غزة. وفي حي السلام برفح قام امس جيش الاحتلال الاسرائيلي بنسف منزلين في حين أصيب فلسطيني في تبادل لاطلاق النار مع الجنود الصهاينة في رفح ايضا. وكانت قوات الاحتلال قد عززت مساء اول امس مواقعها بشمال قطاع غزة الذي تعرض قبل ايام لاجتياح كبير اوقع عشرات الشهداء والجرحى. وخلال الليلة قبل الماضية اطلقت الوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية صاروخي «ناصر 2» على مستوطنة «كفار داروم» جنوبي قطاع غزة.