دخل الثوار الليبيون مساء أمس بلدة «يفرن» جنوب غرب العاصمة طرابلس التي تعرضت لهجمات «أطلسية» مكثفة استهدفت مبنى التليفزيون والإذاعة الرسميين وسط توقعات بريطانية باستمرار الحرب في ليبيا إلى العام المقبل. وأعلن التلفزيون الليبي عن قصف مقاتلات حلف شمال«الأطلسي» مواقع مدنية في «عين زارة» بالعاصمة مما أدى إلى تدمير عدد من المنازل على ساكنيها. وهرعت سيارات الإسعاف لإنقاذ المصابين وسيارات الإطفاء لإخماد الحرائق الملتهبة. وأكدت وكالة الصحافة الفرنسية ان 5 انفجارات على الأقل هزت وسط طرابلس فجر أمس دون تحديد المواقع المستهدفة. قصف مكثف وأوضحت مصادر إعلامية أن الحلف شن هجمات مكثفة على منطقتي «البريقة» و«العقيلة» و«أجدابيا» في وقت لاحق من يوم أمس. وأضافت أن الأطلسي قصف مخازن الذخيرة وعددا من مركبات الكتائب الأمنية للقذافي التي تحمل حسب قولها صواريخ «غراد» في المنطقتين المذكورتين. على مستوى المواجهات الميدانية سيطرت المعارضة المسلحة أمس على بلدة «يفرن» الواقعة جنوب غرب طرابلس وأقدمت على إحراق صور القذافي وملصقاته. وأكدت وكالة «رويترز» خبر سيطرتهم على «يفرن» مشيرة إلى أن الثوار دخلوا البلدة دون أية مقاومة من كتائب القذافي التي تقهقرت إلى بوابة «بئر عياد» وأفادت مصادر إعلامية قريبة من الثوار أن المعارضة المسلحة دخلت في وقت لاحق « بئر عياد» وبسطت سيطرتها على البوابة. في المقابل، قصفت كتائب القذافي الأحياء الشمالية لمدينة «الزنتان» غرب البلاد. وسقطت عدة صورايخ على منازل المواطنين دون التسبب في إصابات باعتبارا أن الأهالي هاجروا من المنطقة منذ مدة. وتحدثت بعض الجهات الإعلامية عن حصولها عن صورة مظاهرات جدت في «حي فشلوم» و«تاجوراء» في العاصمة طرابلس. بقاء...عام آخر من جهته قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن العمليات العسكرية التي يقودها «الأطلسي» في ليبيا قد تستمر إلى العام المقبل واقر هيغ بأن قوات بلاده ستظل تشارك في الصراع القائم إلى ما بعد عيد الميلاد. ونفى وزير الخارجية البريطاني أن يكون استخدام مروحيات «الأباتشي» قرينة على تجاوز العمليات العسكرية لهدفها المحدد أمميا وللقرار الدولي رقم 1973. وأعربت روسيا من جانبها، عن انزعاجها من استخدام «الأطلسي» القوة المفرطة في ليبيا ومن دعم الحلف الواضح لطرف على حساب طرف في النزاع الليبي. واعتبر نائب رئيس الوزراء الروسي سيرغي إيفانوف أن «عمليات الناتو» التي استندت إلى تفسير تعسفي لقرار أممي لا يمكن أن توصف إلا بأنها تدخل في حرب أهلية لحساب طرف على طرف آخر. وأضاف على جميع الأطراف في ليبيا حلّ خلافاتهم سلميا من خلال حوار تلعب فيه الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية دورا. وتوجه المبعوث الخاص للرئيس الروسي مساء أمس إلى بنغازي معقل الثوار. وقال ميخائيل مارغيلوف إن زيارته يتخللها اجتماع بمسؤول الشؤون العسكرية للثوار عمر الحريري ورئيس وزراء المجلس الانتقالي محمود جبريل . وكان ميدفيديف قد أعلن خلال قمة مجموعة الثماني عن عزمه إرسال مبعوثه الخاص إلى ليبيا للتوسط بين طريفي الأزمة.